السبت، 24 أبريل 2010

رسالة غرامشي للشعب الفلسطيني

أبو كنعان

آمن الفيلسوف والمناضل الإيطالي أنطونيو غرامشي من خلال فلسفته الشهيرة، فلسفة " البراكسيس" بقدرة المنتجين الأحرار من سياسيين وفلاسفة وفنانين وعمال على الفعل الواقعي، وأن يكون لهم بصمة في تغيير تاريخ مجتمعاتهم نحو الأفضل، بشرط قيامهم بالوثبة الجريئة الجدلية القائمة بين النظرية والعمل، أي ربط عملهم على الأرض بأهدافهم كمبدأ التمسك بالثوابت وحب الوطن من وجهة نظري، وتكريس دورهم الطليعي في حياتهم النضالية، من خلال إيجاد علاقة عضوية متينة بالمجتمع.

استعراضي للتجربة الفلسفية الغرامشية، يستهدف المقارنة بينها وبين الواقع الفلسطيني الراهن بمرارته وتعقيداته، وانتشار التكلسات على نظامه السياسي، وظهور قيادات هي أقرب بمعتقداتها للفكر الفاشستي، الذي تنبأ غرامشي بظهوره وحذر منه في مناسبات عدة ، ولقد دفع حياته ثمناً لها، ويدفع الشعب الفلسطيني الآن نفس الثمن نتيجة استيلاء رموز فاشستية صغيرة على المشهد الفلسطيني، من خلال محاولتهم مسح الذاكرة الفلسطينية والتجربة النضالية الرائدة للشعب الفلسطيني، واستبدالها بخطوات تستهدف تغييب الارث الوطني للفلسطيني المفعمة بمصطلحات النضال، والمقاومة، وحب الوطن، والتشبث بالأرض وحقه بالعودة، وارتباطه العضوي بمرتكزات هويته وتراثه الوطني والفني ..

ويبقى السؤال المطروح هنا، أين الشعب الفلسطيني من هذه القيادات الفاشستية التي حذر غرامشي من ظهورها في المجتمعات؟ وما سر استسلام شعب الانتفاضات والألم والكبرياء لها؟ ألا يعرف أن هذه القيادات تركت الوطن، وفكرت بالذات، وتحاول بضراوة إسكات الحق الفلسطيني، وفرض حصار على فكره النضالي الثابت؟!.

الوطن ليس سلطة بلا إنجازات أو مكتسبات، الوطن لا يمكن اختزاله بحركتين لاهثتين وراء هذه السلطة، واقتسمتا كعكتها، هو ليس انتظاراً طويلاً أمام طوابير الصراف الآلي للحصول على راتب خدمة " اللاعمل وأهل الكهف والسكون وزيادة النسل والسمنة"، وليس وقوفاً أمام بوابات مقار الأجهزة الأمنية بحثاً عن عمل لدى الحاج دايتون، ليس أرضاً مجتزأة أو دولة حدود مؤقتة، أو كنتونات، تحكمها مقاطعة لا تستطيع إظهار سيادتها على دوار منارتها، إن الوطن في الحقيقة هو ما يستحق لشعبنا الحياة عليه، وليس حياة المفاوضات والتنسيق الأمني وخارطة الطريق.

هناك بديهيات لا يمكن إغفالها، ولا يمكن لأي كان التفريط بها.. أو المرور عبرها وتجازوها.. ولا أحد يستطيع أن يمنع قشعريرة تسري في داخل طفل فلسطيني في طابور صباح أثناء تأديته النشيد الوطني الفلسطيني وتحيته للعلم الفلسطيني، للأسف هذا زمان تم فيه تغييب الوقفة الشامخة أمام هذا النشيد اليومي واسترجاع ذكريات الوطن السليب، في مقابل انتشار أناشيد السلام وتعويذاتها وإنجازات سلام فياض المزعومة، ولا أحد يستطيع مصادرة بندقية المناضل ثائر حماد، صاحب عملية وادي الحرامية البطولية، لأنها لا تصدأ أبداً، في مقابل عطل بنادق رجال أمن حمامة السلام المزعومة.

لا يريد شعبنا انتظار موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ليعطي السيد فياض -موظف البنك الدولي -صك إنجاز بصناعته الثوب الفلسطيني الأكبر حجماً لأن هذا الارث الفني ورثناه أباً عن جد حاضراً ومستقبلاً، ولا يمكنه هذا الفياض أن يسرق رغيف المسخن من أمام عائلات قطع رواتبها، أو همشت أو اعتقلت عوائلها.. حتى يظهر للعالم أنه صاحب هذا الرغيف الأسطوري، بإمكانه أن يسأل أي إنسان على هذا الكوكب عن أكلة المسخن، ليجيبه أنها فلسطينية خالصة، بدون عرضها على موسوعات جينس القياسية، وبدون سرقة شرف هذا التراث.

الوطن ليس أكذوبة دولة بعد عامين، والذي يتصرف صاحبها كزعيم أكبر دولة .. كيف لا وهو يصم آذاننا بالريادة والإنجازات والتنمية والعمل الطوعي والمقاومة الشعبية " المستأنسة" في حديثه الأوبامي الاذاعي الأسبوعي !!! فوبيا العظمة انتشرت في أوصاله، وعقلية تنتشر بها البلاهة أفقياً وعرضياً، لم تتربى يوماً على المضامين الوطنية والشعارات التي تمنح الشعور بالانتماء والاستعداد للتضحية، بل حوّل مساحة الوطن إلى جدول محاسبة دائن ومدين وأستاذ.

الوطن ليس ذاك الفن المرقع المغطى بالكوفية الملونة المزركشة، إنه ليس أغاني أبو العبد، والشرعية، وبالزعيم الفهلوي القائد، ومركز شباب اللجنة التنفيذية والسلطة وزعيم الحركة وتبع كله، بل فن الوطن هو ثقافة " إني اخترتك يا وطني، وأمي، ورجع الخي، ويما ويل الهوى، ويا ظلام السجن، وأغاني فرقة العاشقين، والفنون والطريق، وأشعار درويش، ورسومات ناجي العلي، وأدب غسان"، ولا يمكن لأحد المرضى بداء السلطة، أن يبشرنا بإعادة تشكيل فرقة العاشقين، طمعاً في إنجاز له، هو لا يعرف أنها ارتبطت وجداننا وستظل خالدة، وهي ليست سلعة رخيصة معروضة للبيع في شركات إنتاج المتاجرة بالتراث الوطني الفلسطيني.

إن مجتمعاً مغلوباً على أمره يُفرض عليه أتاوات وضرائب ودفع ثمن بقاء الحاكم على الكرسي، لا يمكن أن يكون ذلك المجتمع الذي بشر فيه غرامشي ودعا إليه وقضى من أجله، إن مجتمع الفضيلة هو المجتمع الذي لا يفرط بارث شهداءه وثوابته، ، فهل لدى شعبنا القدرة على تخليص ارثه النضالي ومقاومته من هؤلاء الفاشست، كما تخلص أنصار غرامشي منهم ؟؟!!!

الجمعة، 9 أبريل 2010

عن أسرى الرأي في الضفة مرة أخرى ( مهند صلاحات)

أبو كنعان

في الوقت الذي تمارس فيه قوات الاحتلال الصهيوني أبشع جرائمها وعدوانها وقتلها وحصارها ضد شعبنا الفلسطيني، تواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية دورها الحقيقي في خدمة الاحتلال والحفاظ على أمنه بأوامر مباشرة من الجنرال الأمريكي دايتون، وسخرت كل إمكانياتها في ملاحقة الرموز الوطنية واعتقالهم، لإثبات واجب ولائهم لدايتون ولدولة الاحتلال.

واستمراراً في هذا الدور المشبوه، وتطبيقاً عملياً لسياسة قمع الحريات العامة، والمس بالرموز الوطنية من مقاومين، وكتّاب، وصحفيين، وإعلاميين، قامت أجهزة المخابرات الفلسطينية – ربيبة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية- قبل عدة أيام باعتقال الكاتب والإعلامي الفلسطيني مهند صلاحات أثناء عودته من الأردن إلى فلسطين، دون معرفة أسباب اعتقاله، وتوجيه تهمة رسمية له.

إلا أن طبيعة العمل المناط بها لأجهزة الأمن الفلسطينية وعلى رأسها أجهزة المخابرات والأمن الوقائي، تؤكد أن سبب الاعتقال هو محاولة لتغييب الصوت الوطني الحاد ضد سياسة الاحتلال، وممارسات وزعرانات وانتهاكات السلطة الفلسطينية.

ليس غريباً، استمرار هذه الأجهزة في اجراءاتها، وملاحقة ومطاردة الرموز الوطنية، لأنها عملياً منذ نشأة السلطة الفلسطينية وحتى يومنا هذا تطبق أجندات مشبوهة، وزرعت في الجسد الفلسطيني الواهن من ويلات الاحتلال، للقضاء عليه، خدمةً للاحتلال ولأهدافه ومخططاته.

الخيانة مثل الموت لا رجعة فيها عند أفراد هذه الأجهزة الأمنية، وتعتبر انعكاساً لوجه السلطة الفلسطينية ورموزها القبيحة، بدءاً من رئيسها وانتهاءً بجندي صغير ينتظر موعداً لتسليم ضميره ووطنيته وحتى فلسطينيته قرباناً للجنرال دايتون ليلتحق في فرق القتلة والزعرنة ومدمني الفساد والإجرام والتسجيلات الجنسية والاختلاسات.

قد تبدأ أجهزة المخابرات الفلسطينية مسلسل ألاعيبها وسقوطها الأخلاقي الدائم والذي ورثته عن رئيسها السابق توفيق الطيراوي، في محاولة إظهار اعتقال الكاتب الفلسطيني مهند صلاحات على أنه اعتقال ذو خلفية جنائية، وليس لأسباب سياسية كما فعلت مع العديد من المناضلين أبرزهم البروفسير عبد الستار قاسم، لكننا نثق ثقة كبيرة بالمناضل مهند صلاحات، ونعتبر أي ألاعيب وأحاجيج تظهرها هذه الأجهزة المشبوهة لا تنطلي علينا، ففرق شاسع بين الكاتب والقاص والإعلامي فلسطيني المنشأ والهوية والتربة والأدب والفكر والسياسة والثقافة، وبين الساقط والمشبوه والعميل، والسيل الذي يغدر في النهار والليل.

سحقاً لاتفاقيات الذل وخارطة الطريق التي رهنت الوطن ومقاومته الباسلة وألزمت زعرانات السلطة باعتقال المناضلين والمقاومين، وسحقاً لاتفاقية واي ريفر التي قضت بتدخل الولايات المتحدة في القضاء الفلسطيني من أجل عدم إطلاق سراح أي من المعتقلين السياسيين دون إشعارها وموافقتها، وما يحدث من اجراءات السلطة هو تطبيق عملي لهذه الاتفاقية المشينة.

يا ترى من يجب اعتقاله ومحاكمته.. من ساهم في إثراء طابع وطنه الحضاري والفكري والأدبي؟؟، أم مسئولي السلطة الفلسطينية الذين تورطوا في قضايا الفساد الإداري والأخلاقي، واختلاسات مالية بملايين الدولارات، وسرقة أموال الدعم المقدمة إلى الشعب الفلسطيني ؟!

من يجب علينا تكريمه من غدر بالرفيق القائد أحمد سعدات ورفاقه والعديد من مناضلي الشعب الفلسطيني، وقام بتسليمهم لأجهزة أمن الاحتلال؟؟؟؟ أم من ساهم في إعداد برامج وأفلام وثائقية تكشف معاناة شعبنا وحقيقة الظلم والغدر الذي يتعرضون له على أيدي ذو القربى، والاحتلال معاً؟؟؟

من نصدق كبير الدجالين وحاشيته فاقد الكاريزما والوطنية والمروءة القيادية، ومن يتستر على جرائم زعرانه وليلاتهم الحمراء بل ويكرمهم؟؟ أم من قام بإنجاز عدد من الأبحاث التاريخية والدراسات العلمية والأكاديمية والأدبية والثقافية عن فلسطين، نالت استحسان الجميع، وأعلت من شأن الوطن؟؟؟؟!!!

من يستحق الأوسمة.. من ينهب أموال دعم صمود أهلنا في القدس ويشارك في تهويدها، ومن يعتقل رجال المقاومة في نابلس، ويطلق زعرانه في حاراتها القديمة ؟؟؟؟ أم من يقوم بإعداد فيلماً وثائقياً كرسه للقدس والمسجد الأقصى، ومن كتب سيناريو وأعده عن جبل النار نابلس وتاريخها القديم؟؟؟؟

أما آن الأوان للتحرك العاجل من أجل فضح ممارسات هذه الأجهزة الأمنية، والضغط باتجاه إطلاق سراح جميع الأسرى السياسيين في سجون السلطة الفلسطينية؟ لماذا لا يتحرك جمهور الضفة شيبه ونسائه.. أطفاله ورجاله.. قواه ومؤسساته ..كتابه وإعلامييه من أجل الضغط على السلطة وتحريم الاعتقالات السياسية، للأسف إنه صمت أهل القبور.. صمت مخيف.. يؤدي لاستوحاش أجهزة ماخور هرتسليا وزباينته.

إن اعتقال الكاتب والصحفي مهند صلاحات، سيبقى وصمة عار تلاحق كل المفرطين والفاسدين، وأقلام السلطة المستأجرة، والمشبوهين، وتستوجب منا جميعاً التوحد لرفع شعار " وطننا فلسطين لا يريد هؤلاء.. فليرحلوا عنا.. ويتركوننا بحالنا نواجه الاحتلال بشرف.. في أزقة مخيماتنا.. وعلى أنقاض بيوتنا المهدمة.. وفي أحضان بياراتنا وأشجار الزيتون والبرتقال، اتركوننا وشأننا نستلهم فلسطين الواحدة الموحدة في الجليل والناصرة واللد والرملة والقدس ونابلس وجنين والنقب والضفة".

لن تستطيعوا طمس قلم الكاتب صلاحات وكل أصحاب الكلمة والرأي الصادق .. وستعريكم حتى ترحلوا عنا بلا رجعة...

الجمعة، 2 أبريل 2010

لو كانوا بيننا الآن..

أبو كنعان

لو كان الحكيم جورج حبش بيننا الآن، ماذا ستكون ردة فعله عندما يجد غراباً كئيباً يحلق في سمائنا ويطارد باستمرار حقنا في العودة لأرض أجدادنا.. تلك الأرض التي كنت يا حكيم حارسها الأمين، ولم تفرط يوماً بحق العودة إليها.. وكانت وصيتك بالتمسك بهذا الحق قلادة دائمة يحملها شباب فلسطين على صدورهم.

لو كان ناجي العلي الآن بيننا لقتل هذا الغراب بسهم ريشته وعبّر بإصرار حنضلة وصرامته عن رفضه لأي سلطة تهادن وتساوم على فلسطين وتعتبر فلسطين وطناً قومياً لليهود، فقد كانت فلسطين هي بوصلته الوحيدة، وكانت هرتسليا بوصلة ذلك الغراب.”.

ماذا لو عاش ناجي العلي الآن في الضفة المحتلة وتلبدت سماء رسوماته بغيوم دايتون والتنسيق الأمني ورجال أمن الغراب، ماذا كان سيرسم صاحب النقاء والمشاعر الوطنية الصافية في وجود أصحاب الرذيلة والفساد وذيول الاحتلال وعبدة التنسيق الأمني، وفي ظل محاولة تغييب الروح الوطنية وطمس الهوية الفلسطينية لأبناء شعبنا من خلال حقنهم بإبر أوسلو والأنجئوز المسمومة، وفي ظل بقاء نوافذ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير موصدة لا يتجرأ أحد على فتحها.

لو كنت بالضفة أيها العلي سترسم حنضلة وهو يصارع مولوداً مسخاً غير شرعياً يسمى "دولة" أنجبه هذا الغراب من علاقة جنسية شاذة مع دولة الاحتلال.

ماذا ستفعل يا ناجي لو أغراك مجتمع الاستهلاك القائم على المعونات والمساعدات المشروطة، وحاصرتك رياح الهزيمة والتراجع التي تنبعث من مقاطعة رام الله، وأوكار المخابرات والأمن الوقائي، ونوافذ شركات الاتصال والجوال التي جففت الأخضر واليابس ودماء أبناءنا الغلابة، ومكاتب سماسرة الوطن التي سرقت الملح من الأرض، ومقرات نقابتي الصحافيين والكتّاب التي يمسك تلابيبها أنذال المخابرات... وشبكات معاً ووفا التي فرشت مواقعها الالكترونية سجادة حمراء لمرور هذا الغراب وزمرته.

لو ما زالت شجرة البرتقال الحزينة لغسان كنفاني مثمرة في هذا الجو الكئيب، لما تجرأ ذلك الغراب وأعطى صك إقامة دولته المسخ سوية مع دولة الاحتلال، ولما تجرأ أن يقول " أنه لا يوجد لديه أية مشكلة في الروح الصهيونية، والإيمان بأن إسرائيل هي أرض التوارة"، كنت حتماً يا كنفاني سترد عليه قائلاً:" إن الخیانة في حد ذاتھا میتة حقیرة".


وعندما تكتب بالدم لفلسطين يا كنفاني، كتب الغراب صك انتداب ووعد بلفور جديد ليعطي قيم كونية مشتركة بيننا وبين دولة المسخ، صدقت يا كنفاني عندما قلت إن الأشباح ماتوا ..قتلتھم الفیزیاء..و ذوبتھم الكیمیاء..و أرعبتھم العقول....

لا يمكن أن تقبل يا كنفاني بقاء الرجال في شمس التسويات المحرقة ومبادئ المفاوضات، وكنت حتماً ستدق جدران الخزان في وجه من تسول له نفسه بالعبث بأحلام شعبنا وحريته.. وستؤكد على أنه لا تنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين

لو لم يغادرنا صاحب ثقافة ومبادئ " لا تصالح" شاعر الرفض العروبي أمل دنقل، لوقف في وجه من يحاولون إصدار شهادة وفاة بحق العودة، المطبعون... الانهزاميون.. الذين يشرعنون التفريط ليل نهار..، للأسف يا شاعرنا العظيم حدث ما تنبأت به وحذرت منه، اعترفت الغربان بإسرائيل وغيبت حقنا في العودة، ذهبت تلك الغربان لهرتسليا واستخُدمت منصة لاطلاق الصواريخ على رأس أطفال غزة في مخيمات الصمود، فرطت في هرتسليا وأصبحت أداة حفر وتهويد لمقدساتنا في الحرم الابراهيمي والقدس وبيت لحم.. تهودت وتصهينت بهرتسليا فأصبحت مؤمنة بوطن قومي للصهاينة!!!!

هل سيقبل شعبنا بالتفريط باللد وعكا وقرية الشجرة .. هل ستقبلون رفاقي الأعزاء جورج حبش. وكنفاني وناجي بالتفريط بمدنكم وقراكم هذه التي ترعرعتم بها وقاتلتم العالم كله من أجلها ؟!

علينا أن نتوحد جميعاً في مواجهة أسراب الغربان هذه، فلقد تجاوزت الخطوط الحمراء، ولنؤكد على أن الإعتراف بإسرائيل كوطن قومي لليهود هو مخالف لحق شعبنا في العودة لأرضه التي هجر منها، كما أن التوطين هو وصفة مزمنة لتغييب حقنا.

هم يريدون أن يحرموننا من برقوق نيسان.. وأشجار الزيتون المثمرة.. وتفاح يافا وأزهار الجليل.. وأن يمنعوا عنا بحر غزة وأغوار الضفة...

علينا أن نرد عليهم موحدين بثورة جيل بعد جيل مفصلها الرئيسي حق العودة.