الجمعة، 27 أغسطس 2010

.عفواً يا نقابة الصحافيين حنضلة ما زال حياً

أيمن أنور

لو سألنا حنضلة بصفته الشاهد على العصر الذي لا يموت، إن كان سيوافق على نقل جثمان رمزنا الفلسطيني الخالد ناجي العلي لتوارى الثرى في قريته الشجرة أو في مدينة رام الله، في ظل الظروف الحالية وعدم تحقق حلم شعبنا بالحرية والاستقلال وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.

سيرفض حتماً حنضلة ابن العاشرة رفضاً قاطعاً المبادرة التي أطلقتها ما تسمى " نقابة الصحافيين" في رام الله – أحد افرازات الانقسام الفلسطيني، مع احترامنا للجهات الأخرى المشاركة في هذه المبادرة لعودة جثمان ناجي العلي لتوارى الثرى في بلدته الشجرة، أو في مدينة رام الله، لأن هذه المبادرة من نقابة الصحافيين هدفها تلميع السياسة التي قتلت ناجي، وتريد أن تقتله مرة ثانية.

لا نريد تكرار الخطيئة الكبرى التي أقدمت عليها سلطة أوسلو بدفن جثمان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في مدينة رام الله، فتلك المدينة الكئيبة التي تقمع المناضلين والكتاب والصحافيين وبوضعها الراهن لا تصلح مكاناً لدفن العظماء والمناضلين، قبل أن تتخلص من أوساخ التسوية التي لحقت بها، والمقاطعة التي تفوح منها روائح التنازلات والخضوع والاستسلام والفساد، والتنسيق الأمني الكريهة.

هل ستوافق الأم فاطمة الملازمة دائماً للوحات الشهيد ناجي، والتي لا تهادن أبداً، وذات الرؤية شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبطريقة حلها أن تمر جثمان الشهيد العلي عبر حواجز الاحتلال وأقسام التفتيش في المطارات والمعابر قبل مواراتها الثرى؟، وهي تعرف تماماً أنه مات ثائراً رافضاً لحلول التسوية والتطبيع، مؤمناً بكامل التراب الوطني وضرورة عودة جميع اللاجئين إلى ديارهم إلى هذا الوطن الكامل، فناجي كان دوماً مع تحرير فلسطين، وفلسطين عنده ليست الضفة المحتلة أو غزة، ففلسطين بنظره تمتد من المحيط إلى الخليج.

كيف سيوافق زوج فاطمة المناضل الفقير والكادح التي تبدو على ملامحه الشقاء بحياة اللجوء أن تبادر نقابة الصحافيين ( نقابة رشيدة مهران سابقاً) التي يسيطر عليها أصحاب الكروش والمؤخرات العارية، بنقل جثمان رمزنا ناجي العلي، والجميع يعرف أن هذه النقابة فاقدة الشرعية تشكلت عبر قرار داخلي في الحركة إياها، ويسيطر عليها المسخ إياه الذي اختطف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أحمد سعدات !!!، والذي وضع طرطوراً مسيراً لأعمال النقابة باسمه!!!.

ناجي العلي كما الحكيم الراحل د.جورج حبش يعرفان جيداً طريقهما إلى فلسطين، وهي عبر الثورة والمقاومة، وليست عبر التسويات والمفاوضات والتطبيع.

كيف سيقبل ناجي العلي مبادرة هؤلاء وهم هددوه بالسابق بحرق أصابعه بالأسيد؟، هل وزارة الثقافة إياها كرمته في يوم من الأيام؟ أو وزارة التمتمة والتعتيم خصصت مادة عنه في المنهاج الفلسطيني؟؟؟، ومن يدري ربما يطلب العدو من السلطة ألا يكتب اسمه على القبر فترضخ السلطة وقد تكتبه بالعبري.

ارث ناجي العلي في رقبتنا، لا ينبغي تلويثه بمبادرات كهذه من جهات اعتادت على الضجيج واختارت التسول والتسوية والتطبيع لغة لها لاسترجاع الحق، فالمبادرة الصحيحة هو أن تعود جثمان ناجي العلي إلى مخيم عين الحلوة في لبنان لتدفن هناك، إلى أن تعود يوماً برفقة اللاجئين إلى دولة فلسطين الديمقراطية، بعد التحرر والتخلص بالكامل من التسوية والتطبيع والاحتلال.

أما نقابة الصحافيين، فإنني أدعوها لتنظيف بيتها الداخلي وإعادة الشرعية له ليصبح حصناً منيعاً بعيداً عن الانتهازيين، والمفرطين قبل أن تبادر بهكذا مبادرات مرفوضة لمناضلين رفضوا في حياتهم العودة في ظل وجود الاحتلال.

صدقت يا ناجي... نقابة الصحافيين ما زالت كما هي ورشيدة مهران ما زالت مسيطرة على الأمور هناك : أحد الأشخاص يسأل الثاني : بتعرف نقابة الصحافيين؟؟ .. الثاني يجيب : لا .. الأول يسأل : سمعت فيها ؟؟ ... الثاني يجيب : لا .. الأول يقول للثاني : ما بتعرف نقابة الصحافيين ولا سامع فيها !! وكيف صرت عضو بالأمانة العامة للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ؟ .. لكان مين اللي داعمك بهالمنظمة يا أخو الشليتة؟؟

كفاكم عبثاً واستهتاراً بمناضلينا ورموزنا أصحاب الثوابت والضمائر التي لا تستطيع أن تهزها العواصف ولا مواقف الاستسلام ... ولا تقتلوا ناجي العلي مرتين... لا تقتلوه مرتين... وان كان لا بد من عودته يوماً ما إلى قريته ، هناك ، في الشجرة، بإرادة وبندقية الثوريين الحقيقيين والمناضلين الأفذاذ الذين لا يخضعون لتسوية أو تطبيع أو تفريط بالأرض..

( انتهى)

الخميس، 19 أغسطس 2010

بين قرّطبة ونيويورك

خالد بركات*

1

لا تسالني عن النص النثري الذي نشرته مجلة " الاداب " البيروتية ، عن نيويورك عام 1998 . مرّ الوقت بسرعة، وصارت نيويورك مدينة أخرى. لا تعرف الشعر ، ولا حديث في جعبتها غير " منع المساجد " ومطاردة " مركز قرطبة " الذي سيقام بالقرب من جراند زيرو!

هل تعلم ان المركز سيقام مكان " بيرلنجتون " ( مصنع قديم للمعاطف)

قلت: لكنه يبعد مئات الامتار عن موقع الجريمة!

قال: يا زلمة افغانستان هناك ، عند الله رب العالمين ، وقصفوها..شو مالك إنت؟

2

سالته: هل تذكر كيف كانت نيويورك تحتضن " كل المجاهدين " في مسجد الفاروق على جادة اتلانتيك؟ كيف كانت تدعو شباب الجالية ، علناً ، للمشاركة في الحرب المقدسة ضد الشيوعيين السوفييات؟ ضد الكفار الملحدين؟ هل تذكر كيف كانت نيويورك تحب كل من يشبه بن لادن؟ هل تذكر تلك العلاقة المقدسة بين مسلخ الثري السعودي والشيخ المجاهد ومكتب الاف بي اي؟

لماذا تنسى؟

قال: لا ، لا اذكر.

نيويورك مدينة لم تعد تشبه نيويورك ، لا مدينة تقلدها، ولا عاهرة تتقمصها، ولا أحد يعذبها . هي هي ، مدينة لا تنام ، صبية ، بسيطة ولطيفة المعشر ، نزقة ، عفريتة وقاتلة ، مستوطنة وشرموشة. ولا تنام.

3

نيويورك ،

أرضٌ خفيفةٌ ، تَسترخي على شاطئ هادئ .

قال : كانت!

قلت: فتىً يقرأ " الاجنحة المتكسرة " لجبران ، ويعد الامواج التي لا تتعب.

قال: كان يا مكان.

وفي الضوء البعيد يلمع افريقي من " بروكلن " ، سيصنع لك دولاراً مزركشاً بعد قليل ، يمكنك ان تشتريه ، بدولار ونصف. وهكذا يدور الراسمال وينتصر!

تسيير في فضاء الشارع ، تذهب الى وول ستريت ، حيث تسكن اموال العرب ويستقر نفط العرب. هنا اموال العالم. تحت حذائي تماما، في بطن هذه الارض ، داخل زواريب سرية ، هنا تعيش سبائك الذهب ، هنا دماء الفقراء ومليار جائع ومليون معتقل سياسي ، هنا كل المعادلات مربحة ومريحة ، ودائما، مربحة ومريحةً!

4

نيويورك مدينة من كوكب أخر ، متعددة الاهواء والالوان والاعراق واللغات والاديان والاشياء. تقرأ الشعر وتهديك على عجل ، رشة عطر ويانصيب رصاصة قد تضل الطريق اليك وقد لا تضل. كل يوم هو يانصيب في نيويورك .

لكنك تدمنها الان مثل عادة يومية ، كالتدخين ، والالم والشوق والذكريات. تعطيك رواية " الاشياء تتداعى " للمرة الالف ، وتجمعك مع اللاجئيين الفلسطينيين القادمين من هناك. هنا ، في مقهى دانتي المعتم في " غرينتش فيلج " كنا نلتقي ونقرأ حظنا التعس ونضحك : صبية من طولكرم ، شاب من حيفا، ختيار من نابلس ، وفنان حائر من القدس. كلهم كانوا هنا : جمعتهم نيويورك وفرقتهم نيويورك.


الجمعة، 13 أغسطس 2010

أمراء المنطقة الخضراء معذورون...

أيمن أنور

صدق الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس عندما نفى علمه بقمع الأجهزة الأمنية في غزة لاعتصام نظمته الجبهة الشعبية مساء الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع.

نعذره ونتفهم موقفه تماماً لأنه عملياً خارج أجواء الحياة اليومية التعيسة التي يعيشها أهالي غزة، باعتباره أحد أمراء المنطقة الخضراء، جيدة الاضاءة والتهوية والتكييف وموائد الرحمن وولائم الخرفان المنتشرة فيها، والمعفاة من الضرائب والرسوم، والبعيدة تماماً عن قرف المخيمات الفلسطينية التي ينخرها الذباب والبعوض والحرمان ويحيط بها البؤس والظلام في كل مكان.

ولهذا، وحسب نفي البردويل لم يكن عناصر الأجهزة الأمنية الذين ملأوا ساحة الجندي المجهول آنذاك والمدججون بالسلاح والهراوات، إلا ملائكة هبطت من السماء على الساحة ووزعت الورود والابتسامات العريضة المنمقة على المشاركين في المسيرة !!!!، ولم تكن الدماء التي سالت في المكان إلا مسك فاح من بنادقهم وأسلحتهم وهراواتهم التي لا تنحرف أبداً عن بوصلتها !!!.

إذاً، الأجواء الرومانسية والكرنفالية والاحتفالات التي عمت الساحة هناك وشارك بها عناصر الأجهزة الأمنية الودودون جداً والتي ترتسم البراءة على وجوههم المضيئة، أصابت الجميع بالضبابية وجعلهم يظنون أن تلك الملائكة الموجودة بينهم ما هي إلا كائنات بشرية غريبة قبيحة الشكل، موتورة تحولت إلى آلات للقمع والقتل، تلصصت في المكان واستغلت الظلام الذي صنعه الانقسام ولهاثهم على السلطة، لمباغتة المشاركين في المسيرة والاعتداء عليهم بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات وبالشتائم والسباب البذئ، وأدى إلى إصابة العشرات!!!، جيد أن الناس أدركت بعد ذلك خطأ توقعاتهم، وصدق تصريحات البردويل التي أكدت حسن سير وسلوك الأجهزة الأمنية في غزة !!.

شئ طبيعي أن يطلق العنان لمجموعة من الوحوش البربرية لتنهش بأنيابها الخبيثة لحم الناس البسطاء والفقراء، وضحايا الانقسام، طالما أن هناك تصريحات تخرج إلى النور كتصريحات الدكتور صلاح البردويل تنفي علمها بالجريمة التي شهدت فصولها ساحة الجندي المجهول الثلاثاء الماضي، ففيها ترخيص واضح وصريح بالقمع والضرب والقتل.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تدعو لاعتصام جماهيري للتنديد بثقب الأوزون، أو بظاهرة الاحتباس الحراري، أو التغيرات المناخية، بل للاحتجاج ضد أزمة قديمة جديدة، سببها الرئيسي الاحتلال الإسرائيلي، وإن تعززت وسببت المزيد من المعاناة للمواطنين في ظل الانقسام الحاصل، كما أن الجبهة حرصت من خلال تنظيمها لهذا الاحتجاج المشروع تمثيل عامة الشعب الفلسطيني الذي يعاني مرارة الظلام والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهي لا تخضع لقوانين سلطة غير شرعية في غزة أنتجها الانقسام، وليست بحاجة للحصول على ترخيص أو موافقة من أجهزتها الأمنية، وإن كانت على الدوام تجري اتصالات مع المعنيين حرصاً منها على عدم حدوث أي إشكاليات أو أحداث تعكر صفو العلاقات الوطنية.

والجبهة أيضاً لا تنتظر من الدكتور البردويل، أن يحدد وجهتها وموقفها، وهي تعرف تماماً أين تتوجه، فموقفها ثابت ورؤيتها واحدة ودفاعها المستميت عن عامة الشعب وحقوقه وعذاباته وآلامه، وليس عن حزب بعينه أو طائفة أو طبقة ما.

ولذلك، أتمنى من الدكتور البردويل وغيره أن يغادر اسطوانته المشروخة القديمة بدعوته للجبهة إلى الاحتجاج بالمثل على حكومة رام الله وليس على حكومة غزة، فهو لا يعرف أن الجبهة الشعبية وقوى فلسطينية أخرى قد نظمت احتجاجاً مماثلاً في نفس اليوم أمام المقاطعة في رام الله رفضاً للمفاوضات المباشرة، وحذرت من تبعات موافقة الرئيس عباس على الدخول فيها، بل وهددت على لسان عضو مكتبها السياسي ومسئول قيادتها في الخارج د.ماهر الطاهر بالانسحاب من اللجنة التنفيذية.

والأهم من ذلك، أن البيان الصادر عن الجبهة الشعبية والذي وزع يوم الاعتصام لم يكتف بتوجيه انتقادات لحكومة غزة وتحميلها المسئولية عن أزمة انقطاع التيار الكهربائي في القطاع، بل وجه أيضاً انتقادات لاذعة لحكومة رام الله، وطالبها بالالتزام بتزويد المحطة بالوقود وعدم رهن هذا الأمر بالدفعات المستحقة على غزة، وأن تلتزم بزيادة كمية الوقود التي تزود بها المحطة بهدف رفع كمية الكهرباء التي تنتجها المحطة لتصل إلى 100 ميجا وات، بالإضافة إلى تخفيض سعر الوقود، كما وعبرت الجبهة عن صدمتها لما تقوم به حكومة رام الله من شراء الوقود الصناعي بـ1.8 شيكل للتر الواحد وبيعه بعد ذلك لمحطة التوليد بخمسة شواقل.

إن خيارات الجبهة الشعبية ملكها، ومواقفها تحظى بقبول الشارع الفلسطيني، وهي الأقرب لآلامهم وتطلعاتهم، وغير متحيزة لطرف على آخر بل للناس جميعاً، ولا تخضع للابتزازات ولا لأساليب القمع والترهيب والتخويف.. فعليكم أن تقرأوا التاريخ جيداً قبل كيلكم الاتهامات جزافاً..

قريباً جداً، ستنتصر آلام ومعانيات شعبنا على سلطتي القمع، وسينتصر الدم الذي سال في ساحة الجندي المجهول وفي ساحات أخرى بالضفة وغزة، وسيطارد ملوك الظلام في كل مكان، وسيتحول هذا الدم إلى نفط يضئ بيوت الفقراء، والحالمين بحياة كريمة، وستقطع الأيدي التي امتدت إلى رفاقنا وعامة الناس.

إن الهراوات التي سقطت على رؤوس وأجساد المشاركين في الاعتصام، والدماء التي سالت، واستمرار أساليب القمع والتعذيب والاعتداء على الحريات العامة قد تطلق العنان يوماً لغضب الشارع، لتكون بداية انهيار وانحسار مشروعهم وبرنامجهم السلطوي، فلا تغيير وإصلاح بدون مقاومة ومصالحة ورؤية ومبدأ وتعزيز صمود الناس.

( انتهى)

الخميس، 12 أغسطس 2010

السلطة في العراء، دعوها تسقط

خالد بركات


تقف السلطة الفلسطينية في العراء تماماً في هذ الايام . إن كل أوراق التوت في فلسطين المحتلة وفي هذا العالم الواسع لا يمكنها ان تستر عورة سلطة فلسطينية ممتدة على خارطة الجريمة . سلطة هجينة ، لفظتها فلسطين وعافها فقراء الشعب ولا يسمع صوتها اللاجئين. لقد انكشفت عورة السلطة الفلسطينية امام الراي العام الفلسطيني والعربي ، وهذه هي الحقيقة الاكيدة ، بل وحتى امام من ( تاهوا على يد القيادة ) . اكثر من ذلك ، إسال أي ناشط أجنبي يتضامن مع الشعب الفلسطيني : ماذا تعني لك السلطة الفلسطينية ؟ وسوف لن تفرح زلم السلطة الفلسطينية بالجواب. هؤلاء ايضا من حماس؟

لا احد يصدق ما تقوله هذه السلطة ، ولا هذا الغطاء الفتحاوي عاد ينفع ، فحركة فتح ذبحت مرتين : مرة على يد الاحتلال الصهيوني ومرة اخرى على يد الراتب والوظيفة ومقصلة الفساد والوعي الزائف. والان ، باسم حركة فتح ترتكب يوميا عملية اغتصاب جديدة للمشروع الوطني الفلسطيني ولكل الثوابت ، وهي مجرد " مشاكل قابلة للتفاوض والمساومة والمبادلة ". الرئيس صار مساح اراضي ويعرف كيف يقوم بعملية ( سواب ) وقد يمسح في الطريق " اشياء أخرى " !

لقد جربت السلطة الفلسطينية كل " الطرق الالتفافية " وامراض القيادة المهزومة ، الالتواء والمقامرة ، والكذب على الشعب مع كل نشر اخبار . لذلك يصير خداع الناس بالمفاوضات ، مهمة وطنية بالنسبة لها ، وتصبير الناس وتكديس المال والوهم ، وتشريع التامر على المقاومة ! وهذا في عين المثقف الماجور " استحقاقاً دولياً في خارطة الطريق " وهي خارطة كاذبة ، لا يذكرها هذه الايام او يترحم عليها احد ، غير ابو ردينة . بل وحتى هذه الخارطة الامريكية استكثروها على " سكان المناطق الفلسطينية "!

تبنت السلطة الفلسطينية سياسة التنسيق الامني ، وفشلت في زرع بذرتها الفاسدة في رحم وطن يقاوم ، وفشلت في بيع الناس " فكرة " ان العمالة للاحتلال يمكن ان تكون وجهة نظر !

بدأ الامر في زمن مضى . حين تطاولت سلطة المنظمة في حينها على ( الارهاب ) وقيل ان هذا يخضع " لتكتيكات محسوبة كان يصنعها المرحوم عرفات . هجوم السلام الفلسطيني في عز الانتفاضة الشعبية عام 1988 والتطاول " اللفظي " تحول بعد فترة قصيرة حد التامر على ضرب الحركة الوطنيه الفلسطينية ، فاعتقلت اجهزة الامن الفلسطينية قيادة وكوادر المقاومة الفلسطينية وتعاونت مع الاحتلال الصهيوني ، وقدمت معلومات قادت لاغتيال قادة ومناضلين ، واستقدمت لنا اجهزة امنيه اجنبيه من كل صوب وحدب..

بربكم ، ماذا تفعل الشعوب في سلطة سقطت وطنيا واخلاقيا وشرعياً. بل هي تفشل حتى بوصفها سلطة!! الا يعرف هؤلاء ان الشعب الفلسطيني ، على مدار القرن الماضي ، اسس ورعى وساند عشرات الاحزاب التي كانت تهيمن على " الشارع " ثم نساها الشعب الفلسطيني بعد ان باعت هذه الاحزاب ذاكرتها ؟ والقى بها في مزبلة التاريخ؟ من يسمع بها الان ؟ حركات واحزاب وصحف ورايات واعلام وشعارات كثيرة مرت منذ اوائل القن الماضي ، ورحلت ، فيما يستمر الشعب الفلسطيني في مسيرته التاريخية الكبرى ، صفا أماميا ومتقدماً للامة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني الغربي في المنطقة ..

يعرف الشعب الفلسطيني حدود وطنه جيدا ولن يتبنى خارطة سوى تلك الممتدة من حدود لبنان وعلى طول الساحل السوري حتى ام الرشراش. ومن النهر الى البحر ، هو لا يؤمن بمرجعياتكم ، ولا يثق بها . هذا الفلسطيني العنيد والعادي جدا " خلّع ّسنانو من قصص السلطة " ويعرف الفرق بين سلطة وطنيه تكون للشعب ، وتعينه في مواجهة العدو ، وبين سلطة فلسطينية اخرى تريد ان تلغي ذاكرته الجماعية وتقنعه ان افيغدور ليبرمان يمكن ان يصير " زلمة طيب " ، وان اللوبي الصهيوني صار يتفهم موقفنا!!

ماذا تقول لسلطة تخفض صوت الاذان وصوت الشعب وصوت الحقيقة وصوت المقاومة كي لا يتعكر مزاج مستوطن صهيوني واحد في نابلس؟ ماذا تقول غير : اللهم أني صائم!

الجمعة، 6 أغسطس 2010

ويسألونك عن الصمت والتسريب

خليل المقدسي

ويسألونك عن اللجنة الرباعية.. يقول لهم " أقترح أن تكون جسراً وأساساً للسير في المفاوضات المباشرة، حسب بيانها الذي طرح في مارس الماضي.

فكرة عظيمة واضحة وغير ملتبسة تبناها هرقل اللجنة التنفيذية، وموهوب الحلول، كبديل عن كرنفال الصمت الذي شهده اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير، وحتى يوفر مرارة التصويت ضد قرار العودة للمفاوضات المباشرة، وحتى لا يظهر وكأنه من مشاغبي اللجنة التنفيذية، وحتى يحافظ على عرشه في وزارة سلام فياض، متناسياً أن بيان الرباعية آنذاك صب كامل الالتزامات على الجانب الفلسطيني فقط، وطالبه بالالتزام ببنود خارطة الطريق، ولم يوجه مطلباً واحد للجانب الإسرائيلي لتنفيذه سوى دعوته بتجميد كافة الانشطة الاستيطانية الأمر الذي لم تنفذه " إسرائيل يوماً"!!، فضلاً أن قرار اللجنة الرباعية دعم خطة سلام فياض لبناء الدولة الفلسطينية " العتيدة"، ودعمها لوضع إطار زمني لتحقيق تسوية بين الطرفين خلال 24 شهراً، كما لم ينتقد الاجراءات الإسرائيلية في القدس الشرقية؟؟، إذاً ما سر إصرار الأستاذ الدائم على الرباعية !!!!

ويسألونك عن التسريب، فينتقد الزعيم الفهلوي كشف أسرار الصندوق الأسود.. أو تفاصيل ما جرى في الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية والذي عُقد لمناقشة موضوع الذهاب للمفاوضات المباشرة... فماذا يحدث يا ترى في هذه الاجتماعات حتى يخشى زعيمنا التسريب؟؟؟؟


يسألونك عن الصمت.. فيقول " لم يلتزم أحد الصمت، وأنه لم يكن ثمة ضرورة لالتزام الصمت"، إذاً لو لم يكن هناك صمت وحالة من التردد.. لماذا لم يشدد الاجتماع على الرفض التام للذهاب للمفاوضات المباشرة مع الاحتلال، طالما أن الرأي العام الفلسطيني يرفض بشدة الذهاب إليها !!!.

إذاً ما فائدة الهرولة نحو اللجنة الرباعية، طالماً أن اللجنة الرباعية تطالب الفلسطينيين دائماً بالمزيد من التنازلات، والالتزامات، وفي مقابل تبني هذه اللجنة المنحازة شروط نتنياهو ودولة الاحتلال؟

إلى متى ستظل اللجنة التنفيذية، لجنة تنفيسية، للبكاء على الأطلال، ومصدر لأنصاف الحلول، ولتمرير المواقف والتنازلات .. سؤال برسم الإجابة للزعيم إياه ...؟؟!

الاثنين، 2 أغسطس 2010

ليقول الشعب كلمته ويوقف مفاوضات العبث

خالد بركات


إذا كانت القوى الوطنيه والاسلامية الفلسطينية تجمع على ان المفاوضات مع العدو الصهيوني تشكل مصدر تهديد مستمر على راهن ومستقبل القضية الوطنيه وحقوق الشعب الفلسطيني ، وتزعم ان الاكثرية الشعبية تقف الى جانبها، فمن حق هذه القوى اليوم أن تقاوم مسار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني وان تسقطه بالقوة.

اكثر من ذلك ، هذا موقفاً يجب ان يتم تبنيه علنا دون تردد او خجل . فمن حق المقاومة المسلحة ان تقول للعالم : إن اية " مفاوضات " مع العدو الصهيوني ، في ظل الشروط الراهنة ، هي خسارة صافية للشعب الفلسطيني وربحاً كاملا للكيان العنصري والولايات المتحدة ، وعليه ، فاننا لن نسمح لا لأبو مازن ولا لغيره ان يمثل شعبنا بالقوة وبالسلاح وبشرعية زائفة من جامعة مهزومة على شاكلته. هو لا يمثل سوى نفسه واصبح جزء من معسكر الخصم والعدو واداة مسمومة لتصفية القضية الوطنيه الفلسطينية.

بات مطلوباً من جميع القوى الديموقراطية ، خصوصا تلك المنضوية في اطار " م ت ف " ان تحسم امرها لصالح القطع الكامل مع السلطة الفلسطينية ومع قيادة المنظمة التي يتربع على قرارها محمود عباس. فهذه القيادة المهزومة ستعود لبيت الطاعة الاسرائيلي وهي صاغرة وذليلة ، وعلى المقاومة الفلسطينية ان تقول كلمتها وتنتصر لكرامة الشعب الفلسطيني وكبريائه. فلا يعقل استمرار هذا الخواء وهذا العبث اليومي على يد زمرة صغيرة لا احد يحترمها . لا في الشرق ولا في الغرب. لا عرب ولا صهاينة ولا عجم..لا أحد.

ومطلوب من حركة فتح أن توقف هذا النزيف اليومي من كادرها وكرامتها وتاريخها ، لحساب مراكز العبث في سلطة أوسلو. واذا كان " مقبولا ومبررا " ان يستر النظام العربي الرسمي عورات السلطة الفلسطينية ، وفي مشهد يتساند فيه الركام في قاهرة حسني مبارك ، فلا يجوز ابداً، ان تقوم فتح بستر عورة " المفاوض " الفلسطيني. لان هذه مشاركة فعلية في تصفية القضية الفلسطينية وبيعاً للحقوق الوطنيه.

لماذا يتعين على الضحية الفلسطينية وحدها ان تعيش الحصار والازمة وتدفع الثمن ؟ لماذا تكون الضحية هي التي يتعين عليها اثبات حسن نواياها حيال القاتل والجلاد؟ وفي مفاوضات ؟ يدفع الشعب الفلسطيني ثمن وجوده ، مرة على يد العدو ، ومرة على يد قيادة فلسطينية صارت اقرب الى " واسطة " و " مخاتير " ، تتواسط بين الاحتلال وبين الشعب الفلسطيني ، وهي تقامر بحقوق البشر وتستأنس طاولة الخازوق.

من المشروع جداً للمقاومة الفلسطينية ان تقول كلمتها الان ، ومن حق القوى الشعبية والشخصيات والهيئات الفلسطينية ، ان تقول كلمتها ، من حق كتائب المقاومة المسلحة الباسلة ، وعلى اختلاف اسمائها ان تفشل مفاوضات العبث هذه بالقوة ، ولديها مليون سبب شرعي لفعل ذلك . هذا هو نداء الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الحرجة والراهنة وهو الواجب الوطني والنضالي وألاخلاقيّ ايضاً.