الأربعاء، 31 يوليو 2013

وكالة معاً من بوق للسلطة وأداة للفتنة إلى قناة لتمرير سياسات الاحتلال



أيمن أنور

دأبت وكالة "معاً" الإخبارية التي أشك في وطنيتها واستقلاليتها وحياديتها، إلى تحويل صفحاتها الالكترونية، إلى وكر للرذيلة الإعلامية، وبوق واضح لسلطة أوسلو، وإلى أداة للفتنة والتحريض على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، فضلاً عن اعتبار نفسها وبقصد وطيب خاطر واجهة من واجهات تمرير سياسات الاحتلال، وتجميل صورته عبّر ما يُنشر من ترجمات عبرية  على صفحتها الالكترونية.
      بادئ ذي بدء مارست الوكالة سياسة الكذب الصريح في تغطيتها للأوضاع في مصر، ساهمت في تحريض وتأليب الرأي العام المصري على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وفي هذا السياق، أنبه الجميع إلى حقيقة هامة غابت في غمار الأحداث الأخيرة المتلاحقة، وهي تنسيق الوكالة المباشر مع السفارة الفلسطينية في القاهرة في كل كبيرة وصغيرة لنشر بعض الأخبار التي تخص الشأن المصري، أحياناً تحت مسمى " مصدر عسكري مصري بارز "، فضلاً عن بعض الأخبار التي تقع في خانة بعض الأطراف المستفيدة مما يجري في مصر. والمتابع لطبيعة هذه الأخبار التي ترد تباعاً وبشكل يومي عبر الفاكس لوكالة معاً ومصدرها السفارة الفلسطينية يجد تحالفاً من نوع خاص أو اتفاق مصالح مشتركة بين وكالة معاً ودكانة  سلطة أوسلو في القاهرة. أتحدى وكالة معاً أن تكشف بالأدلة والبراهين عن شخصية "المصدر العسكري المصري البارز" الذي نشرت على لسانه الكثير من الأخبار، التي تخص الأوضاع في مصر وتداعياته على قطاع غزة. وهنا أذكر أن الجيش المصري ينفي دائماً أي أخبار هنا وهناك صادرة عن مصادر عسكرية، ونوه للجميع بأن لديه ناطق رسمي باسمها، وهو الوحيد المكلف بنشر الأخبار الصادرة عن العسكر في مصر.
مثال آخر على أجندة الوكالة المشبوهة والمسيسة، هو دفاعها المستميت عن سياسة سلطة أوسلو، وممارسات أجهزتها الأمنية، فهي ما فتئت تعطي للناطقين الرسميين باسم السلطة، وحركة فتح مساحة واسعة لهم لتمرير مواقفها الانهزامية والتبريرية، في حين أنها تضيق المساحة أمام الرأي المعارض لهذه المواقف، أو حتى تجاهلها تماماً. ولا أريد استعراض الكثير الكثير من الأخبار التي تتفق مع رؤيتي، على الرغم من أن رئيس تحريرها المتفذلك ناصر اللحام والمتلّون ينفي ذلك تماماً. طبيعي جداً على هذا الرجل المثير للجدل أن يمارس هوايته في الكذب والخداع، كما يمارسها عبر وكالة معاً، ويناقضها تماماً في فضائية الميادين ( حيث أن وكالة معاً  كما تعرفون تتبع سياسة معينة هي عنوان مقالتي هذه، أما فضائية الميادين المخدوعة بمدير مكتبها بفلسطين  تضطلع بسياسة خاصة تناقض سياسة وكالة معاً).
فضيحة جديدة قديمة تمارسها وكالة معاً بحق الشعب الفلسطيني، واستهدافاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي تتعمد الوكالة بقصد وفي إطار سياسة معينة على تبهيت مواقفها، والتحريض عليها خدمةّ لأهداف السلطة الخبيثة التي تجد في الجبهة الشعبية عبئاً ثقيلاً عليها. حيث لم تكتفِ الوكالة فقط بوصف الاعتداء الآثم والمجرم من قبل أجهزة أمن السلطة على المسيرة الجماهيرية التي نظمتها الجبهة احتجاجاً على استئناف المفاوضات بأنه " ضرب من الجهتين"!!، بل قامت بنشر خبر هذه المظاهرة كحدث متزامن مع مسيرة نظمها صهاينة في عاصمة الدولة الاحتلال معارضة للمفاوضات. بأسلوب رخيص ومبتذل ومعروف ومشبوه ووضيع، وضعت هذه الوكالة مظاهرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جبهة الشهداء.. جبهة الحكيم وأبو علي وسعدات، والتي قدّمت آلاف الشهداء، بالتساوي مع مظاهرة صهيونية لقتلة ومجرمين صهاينة!! أليس هذا دليل إثبات جديد على شبهة وكالة معا؟.

واستمراراً لهذا المسلسل المشبوه، عرضت الوكالة اليوم الأربعاء تقريراً بعنوان " لقاء فلسطيني إسرائيلي في الكنيست لتشجيع حل الدولتين"، تضمن في فقراته الأولى اعترافاً رسمياً وضمنياً باتجاه الوكالة، وحقيقة موقفها وأجنداتها السياسية، نقتبس جزءاً منه " شهدت إحدى قاعات الكنيست الاسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، حدثا بارزاً حين ارتفع العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ الكنيست في القاعة التي استقبل بها عدد من أعضاء الكنيست فريقاً فلسطينياً يمثل لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي". أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن الوكالة قناة لتمرير التطبيع، وتلميع رموزه الكريهة، وتخدير الرأي العام حول هذه الجرائم التي ترتكبها رموز فلسطينية فاسدة عندما تتخطى ثوابت شعبنا ومواقفه الرافضة لهذه السياسات، وتحويل تلك الجرائم كأمور عادية.
من أسوأ أنواع الانتهازية؛ تلك التي تمتزج فطرياتها بطموح الانتهازي الكبير، المستعد تماماً أن يوظف حتى جثامين موتى شعبه ومعاناته، وتوجهاته على مذبح الحرية والاستقلال، في سياق نزاع سياسي خلافي فئوي قائم، من أجل الاستثمار لا أكثر، استثمار على شاكلة وكالة " ميكس" مثلاً.  لقد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي يا وكالة معاً.
                                                   ( انتهى)