الجمعة، 22 أبريل 2011

رفيقي "فيتوريو" وسادتك بالبارد ما زالت دافئة




أيمن أنور
في أجواء حماسية وحزينة وتصفيق وهتافات مؤيدة للشعب الفلسطيني وعلى إيقاع الأغنية اليسارية الإيطالية الشهيرة " بيلا تشاو بيلا تشاو" استقبلت جموع إيطالية وفلسطينية حاشدة ورفاق من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مطار روما جثمان الشهيد المتضامن الإيطالي " فيتوريو أريغوني"، والذي استشهد في قطاع غزة بأيادٍ غادرة من أذرع الاحتلال الإسرائيلي. ومن المفترض أن تشيع جثمانه يوم الأحد القادم في مسقط رأسه بإحدى ضواحي ميلانو.
ما يميز حفاوة الاستقبال من جانب رفاق دربه وأصدقائه وعائلته وحركة التضامن الإيطالية مع الشعب الفلسطيني أن أعلام فلسطين ورايات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تغيب عن ساحة المطار، وامتزجت بأعلام إيطاليا وصور المناضل الإيطالي أريغوني.
هم خاطبوا روحه التي تعمّدت بحب فلسطين وشعبها.. بأنها حاضرة في وجدانهم ولن تستطيع جماعات مارقة مشبوهة غريبة عن عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني أن تمنع تضامنهم ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل نيل استقلاله وحريته.
لسان حالهم ينشدون البيلا تشاو ويقولون وداعاً رفيقنا مت وأنت تودع جميلتك كلاوديا.. وداعاً وأنت تقاوم.. وداعاً وأنت ستدفن أعلى الجبل وتحت ظل زهرة جميلة...وداعاً رفيقي وكل الذين سيمرون هناك سيقولون .. كم كانت هذه الزهرة جميلة.. زهرة الفدائي... الذي مات من أجل الحرية.. من أجل بحر غزة الذي روضت موجه الهادر بأنشودة " أناديكم".. ومن أجل شاب فلسطيني شاركته الرقصات والدبكة الشعبية في عرسه الذي أقامه بين أطلال بيته المدمر شمال غزة.. من أجل فتية جنوبيين ردمت حياتهم وأحلامهم تحت الأنفاق.. ومن أجل أطفال عائلة السموني التي كنت لهم نعم الأخ والأب والصديق وشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وخيمتهم.
نعتذر إليك رفيقي الغالي من أولئك الذين استقبلوا جثمانك على معبر رفح براياتهم الحزبية.. لم تصلهم رسالتك بعد.. لكنها وصلت فعلاً إلى جبهتنا.. جبهة الحكيم وأبو علي وأبو غسان.. التي رفضت رفضاً قاطعاً أن تمتلك وحدها شرف إقامة جنازة رسمية مهيبة له في القطاع، رغم أن هذا حقها تماماً بصفته أحد رفاقها الإيطاليين المقربين منها، لأنها جبهة الجماهير تدرك جيداً أنه كان صديقاً للشعب الفلسطيني كله وليس للجبهة وحدها.. لذلك طلبت من جميع رفاقها وكوادرها الانخراط بالجموع الحاشدة في تشييعه في قطاع غزة، وحمل علم فلسطين وصور الرفيق الراحل.
رفيقنا الغالي.. كم تمنى رفاقنا بمخيم نهر البارد أن يشاركوننا تشييعك.. وأن ينثروا على جثمانك الورود.. كيف لا وأنت شاركتهم بناء مكتبهم في المخيم طوبة طوبة بعد المعارك الأخيرة بين الجيش اللبناني وأعضاء فتح الإسلام في المخيم... وسادتك وفرشتك هناك ما زالت دافئة تنتظر روحك الطاهرة على أحر من الجمر.. كم يشتاق رفاقنا بالبارد.. شيوخه ونساءه.. لابتسامتك المعهودة وضحكتك التي كانت لا تفارقك.. نفتقد عشقك لوطنك الآخر فلسطين الذي استوطن داخلك..
إلى اللقاء رفيقي.. لن ننساك ما حيينا.. وسنرفع شعاراتك التي ناديت بها من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.. لنكون بشر فعلاً..وصلت الرسالة.

( انتهى)