السادة والأخوة والرفاق (المناضلون) ..
أعضاء اللجنة التنفيذية فرداً فرداً كلٌ باسمه وتمثيله وتعريفه ولقبه....
تحية الوطن قبل وبعد... ( أو ما ترونه
مناسباً إن كنتم نسيتم فعلاً مفهوم الوطن)..
نأسف كثيراً على الإزعاج...لا نريد إيقاظكم من
سباتكم العميق ولكن أتخمنا الانتظار.. فكما قال الروائي والأديب البرازيلي باولو
كويلو أن الانتظار مؤلم والنسيان مؤلم أيضاً، لكن معرفة أيهما تفعل هو أسوأ أنواع
المعاناة، ولأننا شعب لا ينسى قررنا أن نحرك قليلاً تلك الجثة الراقدة، فلا نريد
بكل بساطة أن ندفن بذات القبر هناك في المقاطعة، أو نلعب دور خيال المآتى.
نخاطبكم بصفتكم أعضاء في أعلى سلطة تنفيذية، ومصدر
تمثيل الشعب الفلسطيني أمام العالم الخارجي والذي تركتوه لوزارة خارجية سلطة الحكم
الذاتي الهزيل وفي جيب ما يسمى رياض المالكي ليعبث بالفضاء الخارجي كما يشاء ويمعن
في السفارات الفلسطينية فساداً، نتوجه إليكم بتململ وأنتم تركتم ما يسمى أمين سر
اللجنة التنفيذية ياسر عبدربه ليلعب بتشكيلات المنظمة كما يشاء وهو بعلم منكم لا
يمثل فصيل ولا يعبر عن مواقف الشعب الفلسطيني. ذاهبون إليكم لنسألكم عن مصير
الصندوق القومي الفلسطيني وميزانية المنظمة، التي حولتم أرصدتها لصالح سلطة الحكم
الذاتي الرجعية، لتنهبها مؤسسات فياض وزمر السلطة دولاراً وراء دولار. نخاطبكم
جميعاً وأنتم شاهد زور أمام ما يحدث من مخالفات صريحة لما يسمى رئيس اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأضحيتم للأسف ظاهرة صوتية ومجرد بيان، فأين
كرامة الشهداء الذين تقلدتم بدمائهم هذه المسئولية!!!.
السادة الأعضاء ...
هل لديكم إطلالة كاملة وواعية عما يدور في المشهد
الفلسطيني، وهل تعرفون أن النظام السياسي الفلسطيني الحالي فاسد في ظل غياب
الخيارات الوطنية والبرامج الوطنية، واستمرار القيادة المتنفذة في العبث بالقضية
الفلسطينية وحتى خروجها عن قرارات الإجماع الوطني الذي تم إقراره. تعبنا فعلاً من
تعريف مفهوم الانقسام حتى أضحى جملة سوداء في قاموسنا الفلسطيني، بتنا نشتم أنفسنا
بها، فالانقسام برأينا لم يبدأ منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، بل بدأ
في منتصف السبعينات عندما فُتحت دهاليز المفاوضات السرية في مدن أوروبا، بدأ عندما
طعنت هذه القيادة شعبها في ظهره بتوقيعها على اتفاقية أوسلو، وتشكيل سلطة حكم
الذاتي الهزيل، بدأ الانقسام عندما أوغلت هذه السلطة فساداً وإنهاكاً لشعبنا
الفلسطيني، فالاعتقالات السياسية وخطف الرموز الوطنية، وسياسة التنسيق الأمني
والتآمر على المقاومة، وتّكون طبقة من الفاسدين والكمبرادوريين والمنتفعين
والمرتبطين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالاحتلال، فهل أنتم على دراية كاملة
بالشركات الخاصة المملوكة لزمر الأجهزة الأمنية الوقائي والمخابرات وما ورائهم من
بعض رجال الأعمال الفاسدين، والتي تحتكر كل شئ وتبيع الوطن كل ثانية ودقيقة في سوق
النخاسة الإسرائيلي!!، هل لديكم معلومات مالية عن شركة باديكو، والاتصالات وجوال،
والتي تنهب فيه أموال وقوت الفقراء ليل نهار؟، ماذا فعلتم أمام تدفق المال السياسي
عبر مؤسسات المجتمع المدني والانجئوز التي تنهش بالجسد والعقل والموقف الفلسطيني،
وتذبح بنا من الوريد للوريد!!!، من الذي أعطاكم الحق في ضم منيب المصري لما يسمى
اللجنة القيادية العليا التي تم تشكيلها في القاهرة!!، هل تناسيتم كيف تآمر ويتآمر
هذا الرجل يومياً على شعبنا !!!.
الأخوة ( الأفاضل)....
نحملكم شخصياً مسئولية الأحداث المستمرة في مخيم
الدهيشة الصامد، الذي يتعرض لحملة بربرية بشعة من قبل ما تسمى أجهزة السلطة
الفلسطينية، أنتم تعرفون جيداً أن الوضع في المخيم خطير جداً، يستهدف كسر المخيم،
حيث تجري ملاحقات في الشوارع وحملة اعتقالات واسعة مستمرة حتى لحظة كتابة هذه
الرسالة، وانتشار للحواجز على أطرافه، وتهديد بالاقتحام والتنكيل... أي تداعيات
خطيرة لهذا الاستهداف الوقح من قبل عناصر أمن السلطة لأبناء شعبنا في المخيم
نحملكم كامل المسئولية عنها، فالأمر بحاجة لنظرة وطنية ولملاحقة ومحاسبة جميع من
انتهكوا حرمة هذا المخيم الصامد وفوراً.
أيها المناضلون السابقون ....
هل عرفتم أن المناضل الكبير وشيخ الثورة بهجت أبو
غربية رحل عن عالمنا أمس، واختار الذكرى الرابعة لرحيل القائد الدكتور جورج حبش
لأن يسلم عمره وتاريخ نضاله في رقبة الوطن، وكأنهما أرادا أن يوجها لكم رسالة
مفادها أين أنتم من السقف النضالي الثابت الذي لم يهبط أبداً أثناء قيادتهما
ورفاقهم معارك الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ماذا برأيكم ستكون ردة
فعلهم عندما يرون هذا الرجل المتخم بالألقاب رئيس اللجنة التنفيذية، رئيس حركة
فتح، رئيس السلطة..إلخ، والمجرد من المواقف الثابتة المصيرية وهو يواصل عزف
اسطوانته التنازلية الهزلية من خلال مواقفه وتصريحاته، نستعرض جزءاً منها خلال
مقابلة له نشرتها صحيفة DIE ZEIT الألمانية أمس جاءت بعنوان " التوبة عن الكفاح المسلح بلا
رجعة"، تطاول كعادته فيها على المقاومة، وفرّط في حق العودة وتحدث في هذا
الصدد عن حل عادل لمشكلة اللاجئين كما أقرتها ما تسمى المبادرة العربية، واعداً
الإسرائيليين بأنه عند توقيع اتفاقية سلام تنهي الصراع لا يحق لأي فلسطيني
بالمطالبة بأي شئ في موضوع الحق بالعودة، متبجحاً حسب موقفه الشخصي بأنه لا يريد
العودة لصفد، وأن معظم أبناء شعبنا الفلسطيني لا يريدون العودة!!!، والأخطر في هذه
المقابلة هو عرضه على الاحتلال أن يتمركز " النيتو" في القدس والضفة
الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة لضمان أمن الاحتلال، وعند سؤاله إن كان سيضمن أمن
الاحتلال عند توقيع سلام شامل معهم، أجاب:" نعم أنا أضمن ذلك، فقد ضمنت خلال
فترة رئاستي عدم تعرضهم لأي اعتداء أمني، وكل الجنرالات والضباط الإسرائيليين
يرفعون لي قبعاتهم للتحية". !!!
أعضاء اللجنة التنفيذية (الكرام) .....
أين أنتم من طوفان التطبيع الذي بدأ يتدفق على
مشهدنا الفلسطيني، هل تعرفون أن أعضاء من بينكم يسوقون له، ويتاجرون به ويؤيدونه
ويدعمون لقاءات تطبيعية تجري على قدم وساق في داخل الوطن وخارجه، هل تعلمون أن
قائد الفطبل في سلطة الحكم الذاتي الهزيل يطالب باستبدال البندقية بالشورتات
الرياضية في لقاء تطبيعي مع قناة تلفزة صهيونية؟، وهل تعلمون أن مطاردة شبه يومية
تجري في فنادق القدس الشرقية بين شبان ومناضلي الشعب الفلسطيني الحقيقيين ورموز
التطبيع، لماذا لم نرّ موقفاً حازماً وقوياً من هذه المهزلة وضد هؤلاء الأشخاص
الذين صافحوا قتلة الأطفال والنساء والشيوخ من مجرمي الحرب الصهاينة!!، موقفكم ليس
مستغرباً طالما أن أمانة السر وقيادات عندكم تضم مافيا في التطبيع ممثلة بشخص
السيد ياسر عبدربه، ودنجوان الحياة مفاوضات ومستشكفها كولمبوس صائب عريقات.
الأخوة النائمون ...
أين أنتم من معاناة أبناء شعبنا في المخيمات خاصة في
لبنان؟، ماذا فعلتم من أجل تعزيز صمودهم، هل تحولت معاناة أبناء شعبنا هناك إلى
برنامج ودولارات توزع في شهر رمضان!!!، ويا ترى هل أنتم جزء من المؤامرة التي تحاك
ضد شعبنا الفلسطيني في الأردن، وحرمانهم من المشاركة في انتخابات المجلس الوطني
الفلسطيني؟، وما هو موقفكم من برنامج التقشف والتسول لرئيس وزراء سلطة الحكم
الذاتي فياض، وتحويل شعبنا لجيش من المتقاعدين والمتسولين!!، إلى اين وصل موضوع
إعمار بيوت الفقراء الذي دمر الاحتلال بيوتهم ومازال، أين البرامج والمبادرات
والمواقف التي تعزز ارتباطنا بأهلنا في مناطق الـ48، وتعزز صمود أهلنا في القدس
الذين يتعرضون لحملة صهيونية شرسة. هل تشعرون بمعاناة أسيراتنا وأسرانا في سجون
الاحتلال؟!.
أيها (المناضلون)..
في ختام رسالتنا، نأسف كثيراً على الإطالة والتي
استعرضنا فيها جانباً يسيراً من المأساة الفلسطينية الحاضرة، والتي لا نجد صدى لها
عندكم، وبالعكس سجلنا على مدار الساعة تآمراً واستكانة للموقف المتنفذ المسيطر
زوراً وبهتاناً على مستقبل الشعب الفلسطيني. لم نستهدف من هذه الرسالة مناشدتكم
ولكن فتح صفحة حساب دائن ومدين، حتى تأتي اللحظة التي نحاسبكم جميعاً فرداً فرداً
على تقصيركم في مواجهة حالة التقوقع السياسي والانحدار في الموقف السياسي
الفلسطيني وفي خيانة دماء أبناء شعبنا الفلسطيني، حتى لو لم تشاركوا في هذا
المسلسل، ولكن صمتكم لوحده جزء من المؤامرة، فالسيرة الحسنة كالشجرة تستمر وتعيش
طويلاً.. ولكنها عندما تفقد البوصلة تسقط أوراقها وشرعيتها، ولا تعمر طويلاً.
( انتهى)