أيمن
أنور
لا يمكن وصف الزيارة
المرتقبة للحبر الأعظم لما يسمُى الربيع العربي، وكبير كهنة قاعدة السيلية والعديد،
وقاتل أطفال سوريا وليبيا والعراق مفتي الناتو الشيخ يوسف القرضاوي لقطاع غزة بالزيارة
الدينية، بل أنها بقدر ما تحمله من نذير شؤم، ومقدمة لأحداث عصيبة ستتعرض لها
الأراضي الفلسطينية ولبنان، بقدر أنها تحمل أبعاداً سياسية ورسائل لعدة أطراف
أهمها للحركة الإسلامية التي تسيطر على غزة، والتي حولت قبّلتها بعيداً عن دول
الممانعة تحت إشراف ورعاية هذا الشيخ صاحب الفتاوي المثيرة للجدل والتي تصب في
خدمة المشاريع الغربية في المنطقة.
اعلنوا حالة
الطوارئ في قطاع غزة لاستقباله، وزينوا الساحات وحارات ومخيمات قطاع غزة كما
شئتم... وانشروا عناصر أمنكم في كل مكان، وأضيئوا المساجد التابعة لوزارة
أوقافكم... وعلقوا آلاف الصور الجلدية على مداخل ومشارف الطرق... وعلموا أطفال
الروضات والمدارس أنشودة تمدح القرضاوي... وهيبته!... وعظمته! وقداسته! وعدله!
ومروءته ! وإحسانه ! وعطفه بزوجاته!، فهو سيرد على ذلك بابتسامة عريضة، وبعدها سيعيد
التأكيد على لاءات قطر ومشاريعها وأوهام أميرها.
أنصحكم بعدم
التعويل كثيراً على زيارته... فهو لن يعلن الجهاد على دولة الكيان الصهيوني
انطلاقاً من غزة وفي مركز رشاد الشوا على الرغم أنه أفتى بالجهاد في سوريا
العروبة!!، ولن يتبرع بجزء صغير من ملياراته التي جمعها من مهنة الإفتاء بالتدخل
الأمريكي بالمنطقة... وبالبيعة لأمير قطر عاق والده، ولن ينتصر لأطفال غزة الذين
أحرقتهم الحمم الصهيونية، والمؤامرات القطرية، والانحياز الأمريكي، الذي ما زال
يطّبل له ويدعو لتقبله، في حين أنه يصف إيران بأنها محور الشر في المنطقة!!!.
القرضاوي سيأتي
لغزة كنتيجة للزيارة السابقة لولي نعمته أمير قطر، من أجل استكمال طقوس تعمّيد
حركة حماس بتعويذة ورشمة قطرية، من أجل استمرار الولاء، وإقفال كل الأبواب أمام "شيطان"
" إيران" و" حزب الله" و"سوريا" من الدخول مرة أخرى
إلى قلب حركة حماس.
زيارة القرضاوي
تلويح من قلب غزة المقاومة باستمرار القتل والمجازر وسياسة قطع الرؤوس والهجمة
البربرية الخليجية القطرية الغربية على سوريا العروبة.
دخول القرضاوي
قطاع غزة فرصة للمتاجرة بتاريخ غزة وقيمتها ودماءها وشهداءها لإيهام الواقعين في
شركه بأنه إمام المسلمين الأعظم، فإن لم تقبلوني نبياً جديداً فسأفتي بشرعية
قتالكم وقتلكم بالطائرات الغربية.
تلويث القرضاوي
أرض غزة عبر دخوله من مصر، هي دعاية انتخابية في الشارع المصري، لحركة الأخوان
المسلمين، التي أصبحت مثار غضب وحقد غالبية المصريين.
ورغم كل ذلك،
فالقرضاوي لا يعرف أن أرض قطاع غزة التي لا تتعدى مساحتها بضعة كيلومترات، هي أرض
شموخ وكرامة وكبرياء ومقاومة، فإن وقعت إحدى فصائلها في براثن قطر ونفوذها
وأموالها، فيوجد غالبية شعبية تكفر بقطر وتلعن أميرها، ومستعدة أن تستقبل مدير
دائرة إفتاءها شيخ الفتنة القرضاوي بالأحذية.. فغزة جيفارا غزة...وأبو جهاد..
والرنتيسي... لم ولن تكون دعاية انتخابية جديدة للقرضاوي ولن تقبل أن تكون أرضها
ساحة للعمالة، والتكفير، وقتل أطفالنا، فإن فقد القرضاوي عروبته وشرفه، فغزة ستبقى
وفية لعروبتها، وحصن منيع ضد الوهابية والابتزازات القطرية، والمشاريع الغربية.
فهي أصلب وأمتن وأكثر تجذراً وتاريخاً من تماثيل بوذا.
وأختم بجزء من
أبيات شعر، من تأليف الشاعر الكبير أحمد مطر في هجاء شيخ النفاق والتكفير يوسف
القرضاوي:
هُوَ قد أَفتى
وأنا أُفتي
العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ
العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ
وَالقُبْحُ بِأخْيلَةِ الناحِتِ
لَيسَ القُبحُ بطينِ النَّحتِ
وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
بالقَتْلِ
وَليسَ المُستفتي
وَعَلَيهِ.. سَنَغدو أنعاماً
بَينَ سواطيرِ الأَحكامِ
وَبينَ بَساطيرِ الحُكّامْ
وَسَيكفُرُ حتّى الإسلامْ
إن لَمْ يُلجَمْ هذا المُفتي
وأنا أُفتي
العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ
العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ
وَالقُبْحُ بِأخْيلَةِ الناحِتِ
لَيسَ القُبحُ بطينِ النَّحتِ
وَالقاتِلُ مَن يَضَعُ الفَتوى
بالقَتْلِ
وَليسَ المُستفتي
وَعَلَيهِ.. سَنَغدو أنعاماً
بَينَ سواطيرِ الأَحكامِ
وَبينَ بَساطيرِ الحُكّامْ
وَسَيكفُرُ حتّى الإسلامْ
إن لَمْ يُلجَمْ هذا المُفتي
(
انتهى)