الجمعة، 2 نوفمبر 2012

وحماس تعاني من سكرة الموت يا أشقر



أيمن أنور

 

ليس غريباً أن يخرج قيادي حمساوي ليهاجم الجبهة الشعبية على مواقفها وانتقاداتها اللاذعة للحركة الإسلامية، فماكينة الإعلام الحمساوية ما فتئت تهاجم الشعبية وتكيل لها ولليسار الفلسطيني الاتهامات جزافاً، لكن الأغرب أن تتخطى الانتقادات هذه المرة حدود اللياقة التي يجب أن تتوفر في قيادي حمساوي ونائب في المجلس التشريعي بوزن اسماعيل الأشقر.

استخدم النائب الأشقر كلمات غير مسئولة ونابية بحق الجبهة وقادتها، "ووصفهما بأنهما يعيشان حالة سكر سياسي، وعندما يُقطع المال السياسي عنهم يفبركون أخباراً كاذبة، ويشنون هجوماً على حركة حماس" !!!، والسبب في ذلك هو اتهام القيادي في الجبهة الشعبية عضو مكتبها السياسي د.رباح مهنا للحركة الإسلامية بأنها تحاول إجراء اتصالات مع دولة الاحتلال لتحقيق هدنة تستمر عشرين عاماً، فضلاً عن استضافة دولة أوروبية لقاء جمع وفد من حركة حماس بوفد صهيوني، واشتراط الاحتلال وجود القيادي الأخواني خيرت الشاطر.

ما المفاجئة إذن في هذه التصريحات التي أغضبت النائب الأشقر، سيما وأن حركة حماس تبرم بين الآونة والأخرى تهدئة مع الاحتلال، وتريد هذه المرة عبر وساطات مختلفة إطالة أمد هذه التهدئة عشرين عاماً متواصلة، وما الجديد أيضاً في محاولات دول أوروبية أن تكون وسيط بين الحركة ودولة الاحتلال لعقد مفاوضات سرية بينهما، دولة سويسرا مثال؟!، وفي سياق ذلك ما المستغرب من تصريحات الجبهة اللاذعة لحركة حماس طالما أن موقف الجبهة منذ نشأتها واضح برفض أي تهدئة مبرمة مع الاحتلال، وبإدانة أي محاولات لعلاقات مع الاحتلال؟!.

ومن أجل ذلك من حق الجميع وليس الجبهة الشعبية فقط أن يعرف إن كانت حركة حماس قد عقدت لقاءً سرياً مع وفد إسرائيلي بوساطة أوروبية أم لا وهو ما طالب به الدكتور مهنا، طالما أن الأخوان المسلمون قد افتتحوا مشروعهم النهضوي بعلاقات مباشرة وغير مباشرة مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، فما الذي يمنع حركة حماس أن تعقد لقاءً سرياً مع الاحتلال بوساطة أوروبية، طالما أن ذراعها السلطوي أصبح مفتوحاً للغرب ويتمنى علاقات طبيعية معهم، ولذلك لا مشكلة أن ينصح كل من هنية ومشعل حزب النهضة التونسي بعدم مقاطعة دولة الاحتلال في الدستور حسب قول مندوب النهضة ومسؤولها؟ّ!.

كنت أتمنى من السيد الأشقر أن يذهب إلى الهيئة القيادية لحركة حماس ويسألها إن تم فعلاً عقد لقاءات مباشرة أو غير مباشرة في إحدى الدول الأوروبية بين حركة حماس وبين الاحتلال. وكنت آمل من السيد الأشقر أن يذكر الحركة الإسلامية بالمادة الثالثة عشرة من ميثاقها والتي تؤكد على أن المبادرات واللقاءات وما يسمى الحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية تتعارض مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين، ووطنية الحركة هي جزء من دينها، على ذلك تربى أفرادها. أليس كذلك يا أشقر؟!!.

الجميع يعرف أن المواقف الأوروبية من القضية الفلسطينية وشرط علاقاتها بالقوى والفصائل الفلسطينية، تخضع لاعترافها بدولة الاحتلال، وبإلقائها السلاح، وبرغبتها في محاورة الاحتلال بالطرق السلمية، معنى ذلك أن حركة حماس والتي عقدت سلسلة طويلة من اللقاءات في سويسرا مع شخصيات أوروبية، كان آخرها زيارة القيادي الحمساوي مشير المصري إلى سويسرا، قد استجابت للشروط الأوروبية، أو بالحد الأدنى خفضت من سقف ثوابتها وتشددها ناحية دولة الاحتلال.

هذا الموضوع يحيلنا بالطبع إلى موضوعين أساسين مرتبطين ببعضهما البعض، الأول هو حدوث حالة تغير في خارطة النظام السياسي الفلسطيني وانبثاق قطب آخر ( يمين إسلامي - حماس) يتنافس ويتصارع مع القطب الآخر ( يمين ليبرالي – فتح) في تقديم التنازلات، والإغراءات للغرب بأنه البديل القوي القادر على تغيير المعادلة وإحداث حالة من الاستقرار في الأراضي الفلسطينية، طالما فتح الغرب علاقات جديدة مع هذا القطب وحذف اسمه من قائمة المنظمات الإرهابية. أما الموضوع الثاني فهي حدوث حالة تحول بين حركة حماس المقاومة إلى الحركة المنضوية تحت عباءة الرجعية العربية وملوك وأمراء الخليج العربي، خاصة أمير قطر.

فوبيا السلطة التي تعاني منها حركة حماس أصابتها بالعمى تماماً، وجعلها فجأة ودون سابق انذار تخضع تماماً لابتزازات المال القطري، وهنا نتخيل مشهدين يعتبران بالمعنى المعنوي جزء مهم من تفاصيل الأزمة المستعصية التي تعاني منها حركة حماس، المشهد الأول هي قيام الحركة بنزع صورة ضخمة تضم "اسماعيل هنية" والرئيس المصري الأخواني "محمد مرسي" من قلب مدينة غزة وعلى مقربة من مفترق المجلس التشريعي الفلسطيني، واستبدالها بصورة ضخمة أيضاً لخليفة المسلمين الجديد، والمرشد العام للأخوان المسلمين في الخليج العربي " أمير قطر" وتحت هذه الصورة عبارة " شكراً قطراً لقد أوفيتِ وعدك"!!، أما المشهد الثاني في حياة حماس السلطة هي تحوّل الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية – والذي نقدره ونفتخر به -  بكامل عتاده كحرس شرف لحراسة موكب أمير قطر الذي زار قطاع غزة!!!.

كانت حسابات حركة حماس خاطئة بخصوص استثمار فوز حركة الأخوان في مصر بالرئاسة، فسياسة الأخوان التي تعاملت بها قامت على مبدأ الاستفادة من تجربة حماس في الحكم بغزة واستخلاص العبر منها وتجنب سلبياتها، لأنها لا تريد أن تخسر حليف قوي يرسل معونة سنوية تقدر بالمليارات وهو الإدارة الأمريكية، فضلاً عن أنها تريد الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد والعلاقات بين الإسرائيليين والمصريين،  ورسالة الرئيس مرسي لبيرس هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ذلك أنها أسست لمرحلة جريئة لعلاقات مباشرة بين دولة الإرهاب الصهيوني، والأخوان المسلمين ربما تكون مباشرة هذه المرة، أظهرت الأخوان أمام الجميع دون رتوش أو مكياج بأنهم في تعاملهم مع اتفاقية كامب ديفيد والعلاقات مع قادة الاحتلال أجرأ من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وبذلك تناقضت الأهداف والرؤية والمخططات بين الأخوان وحركة حماس، أدركتها الحركة الإسلامية الفلسطينية متأخرة، فأرادت الانتقام من الأخوان عن طريق الغول القزم القطري الذي رغم علاقته المتميزة بأخوان مصر لديه عقدة  تاريخية من مصر، ويريد دائماً أن يراها ضعيفة.

استقبلت حركة حماس إذن الأمير القطري وعين على جيوبه الممتلئة بمليارات الدولارات والتي من خلالها تريد أن تكسب جولة جديدة ضد أبو مازن، وتعوض خسارتها تحالفها مع إيران وسوريا وحزب الله، وعين أخرى غاضبة على اخوان مصر توجه من خلالها رسالة أنها مستعدة لإنهاء الارتباط التاريخي بين الحركة الفلسطينية والاخوان إن استمر التجاهل للحركة ومشاريعها ومخططاتها.

في هذا المضمون نستطيع الرد بكل هدوء وثقة على اتهامات حركة حماس لفصائل منظمة التحرير خاصة الجبهة الشعبية، بأن مخصصاتها التي تتلقاها من المنظمة تؤثر على مواقفها، بالتساؤل: أليس حركة حماس تتلقى الآن مخصصات مشبوهة من قطر وهو ما حولّ سياستها تماماً من حركة ربانية مقاتلة، إلى حركة سلطوية منزوعة السلاح والقوام؟؟!!! التجربة والتاريخ والمتابعين للأحداث أدركوا أن قطع المخصصات عن الجبهة لا تؤثر على الإطلاق في مواقفها من السلطة، ودائماً ما تكون اجتماعات اللجنة التنفيذية مسرح ندية وإشكالية دائمة للجبهة مع القيادة الفلسطينية المتنفذة.

تعشق قطر المتخمة بجنون العظمة والعمالة للغرب وتتفنن في نزع ملابس حلفائها الذين يستجيبون ويخضعون لسياستها ومواقفها قطعة وراء قطعة حتى تصل بهم إلى التعري الكامل، ومن هنا أخشى على حركة حماس أن يصل بها الأمر إلى هذا المصير، خاصة وأن قطر تطرح الحركة الإسلامية كبديل عن أبو مازن في طريق المفاوضات والتطبيع مع الاحتلال، وحتى الآن لم نرَّ إشارات إيجابية وحاسمة من حماس ترفض ربط العلاقة القطرية بأي ابتزازات من هذا النوع. يجب ألا يكون الأمر ملتبساً لدى حركة حماس، وماشاء الله لديها عقول كبيرة ومقاومة تفكر جيداً ولديها القدرة على توصيف شخصية أمير قطر بشكل دقيق وجيد، إلا أنها للأسف لا تريد أن تصل لهذه الدرجة من التفكير لأنها ببساطة ستخسر نفوذها ومخصصات مالية ضخمة لها، وهي ستخسر نفسها كثيراً، وسنترحم بعدها على حركة حماس، ببساطة شديدة لو كان الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي حياً بيننا الآن ويقود الحركة الإسلامية لكانت وجهة نظره بقطر واضحة لا ريب فيها وهي أنها جزء من المشروع الغربي في المنطقة، وأن من يتعامل معها وضع نفسه في نفس الخندق".

ما برحت صحيفة الرسالة المقربة من حركة حماس في تسخير كل إمكانياتها وطواقمها في إعداد تقارير هزلية ضعيفة وغير مقنعة تهاجم من خلالها الجبهة الشعبية واليسار، وهي في الوقت ذاته لا تمتلك الجرأة على إعداد تقارير تتناول الدور القطري المشبوه، ولا علاقة الأخوان بالاحتلال الصهيوني وانحيازهم لمشروعهم السلطوي في مصر على تحالفهم مع حماس، ولا سلبيات الحكم البوليسي القمعي الذي تسيطر فيه حركة حماس وأجهزتها الأمنية على الناس، هي بذلك ترى الأمور وردية وواحة من الديمقراطية، يبقى لها أن توصف رجال الحركة بأنهم ملائكة نزلوا على شعبنا من السماء وأن فترة حكمهم تشبه فترة حكم عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد!!!.

 

نعترف أن مستوى رد الفصائل الفلسطينية ضعيف أمام الاعتقالات السياسية الممنهجة التي تشنها أجهزة أمن أوسلو في الضفة، ولكن حركة حماس تتحمل إلى جانب الفصائل جزءاً كبيراً من هذا الموضوع، فهي لا تتصدى بالمعنى الحازم لهذه الاعتقالات، وكل مبرراتها في هذا الموضوع خاطئة، كمستوى عملها المقاوم الذي انحسر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، سببه ارتباطات حماس بمواقفها السياسية على الأرض وعلاقتها بالحكم وبالتغيرات الجديدة في المشهد العربي. ويبرز هنا موقف الجبهة الواضح -ونستطيع أن نجمع كتيباً كاملاً لهذه المواقف - من التنسيق الأمني والاعتقالات السياسية ونرسلها لحركة حماس حتى تقتنع فعلاً أن انتقاداتها للجبهة يجب أن توجه لها نفسها.

 ومن هنا أشير إلى أن الجبهة الشعبية عممت على جميع كوادرها ومقاتليها في الضفة بعدم الاستجابة لأي أوامر اعتقال من أجهزة أمن أوسلو، التي اضطرت لاختطاف قيادات من الأجهزة العسكرية لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في نابلس وبيت لحم ورام الله من الشوارع بسبب عجزها عن اعتقال أي كادر من الشعبية، وهذا الأمر نتج عنه أن مكعبات سكنية كاملة في مخيم الدهيشة، ومخيم العين في نابلس، وقرية بيت فوريك وبيرزيت إلخ ضمت ولا زالت عشرات المطلوبين للسلطة من كوادر الشعبية المتهمون بنشاطهم ضد الاحتلال، وقد أثمر الضغط السلطوي والاحتلالي أخيراً في تفكيك 4 خلايا عسكرية للجبهة كانت بصدد تنفيذ عمليات خطف لجنود صهاينة.

صحيفة "يديعوت أحرنوت الصهيونية" أفردت على صدر صفحاتها قبل عدة شهور، خبر اعتقال قيادي مقدسي بارز في الجبهة الشعبية " ناصر أبو خضير" يتزعم خلية خطيرة نفذت سلسلة عمليات ضد الاحتلال، وكانت تخطط لعملية كبيرة ينتج عنها خطف ضابط احتلالي كبير.

أبدى مراسل الصحيفة العسكري في هذا الموضوع مخاوف الكيان الصهيوني  وقادة الجيش من نشاط الجبهة الشعبية العسكري في الضفة، مشيراً أنه بالرغم من اعتقال مئات الكوادر العسكريين المهمين في الجبهة الشعبية في مختلف مناطق الضفة، إلا أن قدرتها على تشكيل خلايا عسكرية وضرب الاحتلال في أي وقت رغم ظروفها الصعبة هي أفضل من قدرة أي فصيل آخر، ولذلك دعا قادة الجيش إلى ضرب كل البنى التحتية للجبهة بما فيها مؤسساتها لكي يستطيعوا مواجهة خطر عملية جريئة ستقدم عليها الجبهة في المستقبل القريب.

إذن، الجبهة الشعبية في الضفة حاضرة وبقوة وهي تعاني كما تعاني حركة حماس، وعلاقتها بالسلطة هي علاقة الند بالند، وأؤكد هنا بأن علاقة قيادات حركة حماس بالسلطة هي علاقة أكثر إيجابية من علاقة الجبهة بهذه السلطة وقيادتها المتنفذة. ومن أجل ذلك سخرت جميع انتقاداتها اللاذع ضد السلطة وتنسيقها الأمني والاعتقالات السياسية التي تشن، رغم إدراكنا أن الفصائل جميعها مقصرة في مواجهة هذه الاعتقالات، لأن الجبهة كان موقفها بتشكيل لجان شعبية تتصدى لهذه الاعتقالات.

وعودة على بدء إلى قطاع غزة المحكوم إدارياً بتهدئة مبرمة مع الاحتلال وحماس، نرى أن حركة حماس في أسابيع التصعيد الماضية استخدمت ضرباتها العسكرية المحدودة ضد الاحتلال بطريقة تكتيكية بحتة وليست كجزء من استراتيجية الحركة التي تميزت بها، استهدفت من خلال هذه الطريقة حفظ ماء الوجه، بعد الانتقادات التي وجهت لها في السابق من إبرامها التهدئة، والمحافظة عليها من خلال تحول الجناح العسكري لحركة حماس إلى قوات لمنع أي عمليات إطلاق صواريخ ضد الاحتلال، وهنا أشير للتذكير فقط أن أعضاء من كتائب عز الدين القسام والأجهزة الأمنية للحركة قد اعتقلوا العديد من كوادر المقاومة الفلسطينية وانهالوا عليهم بالضرب والشتائم ووصلت الأمور في بعض الأحيان إلى وضعهم في دورات المياه!!!

 

جميعنا نكون سعداء عندما تتحد الفصائل الفلسطينية في الميدان، وترد على العدوان بقوة، ونحن نفتخر جداً بقوة كتائب القسام العسكرية، ولكننا بصراحة لم نستطع هضم أو ابتلاع مسارعة الجناح العسكري لحماس لتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين في فترة تصعيد معينة، في حين أنه يرفض أصلاً فكرة تشكيل جبهة مقاومة موحدة بشكل دائم ينتج عنها توحيد كافة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة في غرفة عمليات مشتركة، وبذلك تتراءى أمامنا أن هدف خطوة القسام ما هي إلا خطوة تكتيكة هدفها كسر تفوق سرايا القدس في الميدان، ورفع الروح المعنوية لدى مقاتليه والتي انخفضت في الآونة الأخيرة نتيجة التحول الاستراتيجي في مواقف وتحالفات حركة حماس، فضرب مناطق محدودة بصواريخ قصيرة المدى أصبح للأسف سياسة حركة حماس ومقدمة لتثبيت تهدئة جديدة بوساطة مصرية، وهذا أمر لا يخفي على الجميع.



 

للأسف حركة حماس أصبحت غابة موحشة مليئة بالتناقضات وبالحفر العديدة، وهي تهاجم يساراً ويميناً لا تريد أن تصدق نفسها أنها تنساق تماماً إلى نفس الظروف التي جعلت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المتنفذة في أوائل التسعينيات إلى الإقدام على خطوة التسوية، وهي نفس الظروف التي تعيشها الحركة الآن إلى الحد الذي جعل المكتب السياسي لحركة حماس يضع صفة البراغماتية بأنها المحدد الأساسي لاختيار مسئول المكتب السياسي الجديد الذي سيخلف خالد مشعل، فالتحولات الكثيرة التي شهدتها الحركة وانفتاحها نحو الغرب تقتضي ذلك.

حماس وهي تتناول فصائل اليسار خاصة الجبهة، وتحاول تشويه مواقفها إذ تنتقد نفسها وهي لا تعرف أن هذه الاتهامات التي تكيلها لها أصبحت برنامج لدى الحركة، فطالما أن موقف الجبهة الشعبية من جميع الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ثابتاً منذ تأسيسها وحتى اليوم ولم يتأثر بابتزاز قطع المخصصات عليها من المنظمة، إلا أن حركة حماس تأثرت بقطع علاقاتها مع سوريا وإيران وحولّها بشكل طبيعي إلى جزء من منظومة سلطة أبو مازن والرجعية العربية وأحزاب النهضة الإسلامية وأصبحت بدون أدنى شك تحمل نفس مواقفهم، وتتبنى نفس رؤيتهم، وأتحدى حركة حماس أن تأتينا بعكس ذلك.

وأختم هنا بالمادة السادسة والثلاثين لميثاق حركة حماس حتى تتوضح الصورة للحركة نفسها قبل غيرها قبل فوات الأوان، فالمادة تؤكد على أن الحركة وهي تشق طريقها لتؤكد تلو المرة لكل أبناء شعبنا، والشعوب العربية والإسلامية أنها لا تبغي شهرة ذاتية، أو مكسباً مادياً، أو مكانة اجتماعية، وأنها ليست موجهة ضد أحد من أبناء شعبنا لتكون له منافساً أو تسعى لأخذ مكانته، ولا شئ من ذلك على الإطلاق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

( انتهى)