الثلاثاء، 31 يوليو 2012

مؤامرة جديدة للدوق "منيب المصري"


أيمن أنور

يطل علينا من جديد الدوق "منيب المصري" ليعلن عن مبادرة سلام جديدة، لا أدري في أي مستوطنة أو موقع عسكري أو مبنى مخابرات صهيوني أو غربي طبخت، وتنتظر أن يهرول ورائها تجار الوطن من رجالات السلطة، وعصابات الأجهزة الأمنية، وملوك ورؤساء الرجعية العربية، وحتى المستوزرين الجدد من الإسلام السياسي لاعتمادها كمبادرة مطورة عما تسمى المبادرة العربية للسلام التي ابتدعها ملك آل سعود.
ليس غريباً أن يخرج علينا هذا الفاسد المصري بإحدى صفقاته المشبوهة، ولكن الغريب في مدى تجاوب الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني مع هذا الرجل الخطير جداً والذي يعتبر أحد أعمدة الصهيونية والامبريالية والماسونية العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأحد تجار الدم المرتبط عضوياً بالمستوطنين وكبار ضباط الاحتلال، والذي يستثمر أمواله في بناء المستوطنات، والبنية التحتية لدولة الاحتلال.

الجريمة السياسية التي ارتكبتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وفصائلها المنضوية تحتها، بالإضافة لحركة حماس والجهاد الإسلامي بتعيين هذا الكمبرادور الفاسد والمشبوه عضواً في اللجنة القيادية العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، اكتملت فصولها الآن بمؤامرة متعددة الأطراف يقودها المصري، ويتحرك في سياقها قيادات فلسطينية معروفة بسقوطها الوطني والأخلاقي، وتحت غطاء عربي ودولي.

إن الاستقبال الدافئ من حركة حماس وحكومتها لمنيب المصري في غزة أكثر من مرة، دليل على أن الحركة الدينية دخلت اللعبة من أوسع أبوابها، ولا يهمها من يكون المصري وماذا يحيك من مؤامرات على شعبنا الفلسطيني، ولكن ما يهمها هي الاستفادة من استثماراته الضخمة في قطاع غزة، ومن نفوذه لتتقرب إلى الغرب وتنزع رداء الحركة الدينية الراديكالية المقاومة، وتلبس رداء الحركة السياسية البراغماتية تحت مبرر "الغاية تبرر الوسيلة".

لا ننسى أيضاً أن جزء من الإعلام الفلسطيني المرتزق وعلى رأسه ما تسمى وكالة " معاً" تسوق لأفكار ولمبادرات هذا الرجل الخطيرة جداً، ولذلك ليس غريباً أن تتصدر أخبار منيب المصري صدر صفحاتها الصفراء، بل وتجري معه مقابلة حصرية تسوق لمبادرة السلام الخطيرة التي يريد أن يبيعها ويربح من ورائها.

إن شطب منيب المصري ورجالاته وعلى رأسهم مدير مكتبه الخطير المشبوه " سمير حليلة" من المشهد الفلسطيني، هي مهمة الوطنيين والشرفاء في هذا الوطن، وسينقذ شعبنا من مؤامرة تجري على قدمٍ وساق يقودها منيب المصري وأزلام السلطة.


وفي السياق ذاته، نعيد نشر مقالة كتبها الصديق الدكتور حسين محارب التميمي بعنوان " منيب المصري واحتراف التهريج السياسي"، والتي تكشف إلى حد كبير طبيعة هذا الرجل وخطورته وخطورة رجاله، وأدوارهم المشبوهة.



كتب : الدكتور حسين محارب التميمي ///

لا يخفى اسم منيب رشيد منذر المصري، رجل الأعمال الثري المعروف، و المولود عام 1934 عن أي فلسطيني و بالأخص فلسطينيي الضفة الغربية ومدينة نابلس بالتحديد، يجثم هذا الرجل بكل وقاحة واستعلاء فوق مدينة نابلس بقصره المستنسخ من تصاميم القرن السادس عشر للقصور الإيطالية والمستوحاة من عصر النهضة الأوروبية. فاقت كلفة بناء القصر المزيف والذي يقبع مقابل نقطة إسرائيلية عسكرية كانت سببا في مقتل العشرات من أبناء المدينة عشرات الملايين من الدولارات في الوقت الذي كان فيه أهالي مدينة نابلس يقبعون تحت الحصار والتجويع ويعانون الفقر الشديد.


أشرف على بناء القصر الذي يحتل ثلاثمائة دونما من أراضي نابلس، والذي يُشرف على تنظيم حدائقه الغناء خبراء ايطاليون وفرنسيون،بالأضافة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

أطلق منيب المصري على قصره الشامخ اسم 'بيت فلسطين' ولكن الغريب والمضحك في ذات الوقت هو حظر أي مواطن فلسطيني من دخوله أو الاقتراب من بواباته العالية وأسواره المتينة، إلا من يُعتبروا من أصحاب 'الشأن' والثروة، حيث يجتمعون على موائد الغذاء أو العشاء أو لقضاء سهرات مع ضباط الإدارة العسكرية الإسرائيلية على رأسهم غابي اشكنازي' قائد الجيش الإسرائيلي' وغيره من الساسة اليهود، وهنالك الكثير من الفضائح*على الموقع الإلكتروني اليوتيوب والتي تُظهر الحقيقة السوداء لهذا الثري، أقصد الملياردير.

هبط رجل الأعمال الثري في أوائل التسعينات بباراشوت ثروته والعلاقة المقربة برئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات, كالسيد والعبيد يرزخ هذا القصر المزيف.

تزوج المهندس الجيولوجي منيب المصري من أمريكية تنحدر من عائلة كيندي المعروفة، وقد وُلد منيب المصري لأب عامل فقير لم يُخلف شيئا بعد مماته، و لكن ابنه بدأ بجمع ثروته من خلال شركه 'أيدغو' Edgo لاستخراج النفط في ليبيا والجزائر و إيران، وهي شركة مجهول أساس تمويله. ازداد ثرائه شيئا فشيئا خاصة خلال فترة الحصار الأمريكي لليبيا ليصبح في ما بعد من بين المليارديرين العرب حيث تجاوزت ثروته الملياريْن، وبتعبير آخر أصبح ثري حرب و على الرغم من الجنسية الأمريكية التي يحملها و قوة علاقاته في مجال الأعمال بين الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أن أحداً لم يُسائله بل غُض النظر عن معاملاته في ليبيا، والتي وصلت حالياً إلى إيران!

يتخفى الملياردير الفلسطيني وراء الأعمال الخيرية التي يُقدمها للشعب الفلسطيني البسيط، وبالمقابل يسعى دائما لتملك مناطق حساسة خاصة في مدينة نابلس، ليُنشأ عليها مجمعات تجارية وكان آخرها افتتاح مدرسة ذات مساحة صغيرة مقابل أرض تُعتبر ذات موقع استراتيجي تحمل اسمه.

يترأس منيب المصري مجلس إدارة شركة باديكو Padico القابضة والتي ارتفعت أسهمها بشكل رهيب خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، الأمر الذي دعا الكثيرين والفقراء منهم لشراء الأسهم ليكتشفوا فيما بعد بأنهم قد تعرضوا للسرقة عن طريق مؤامرة قانونية شديدة الإحكام، تماماً كتلك التي تحاك وبشكل قانوني أيضاً في الغرب وبالذات في أمريكا الشمالية.

ساهم الملياردير بنسبة 5% من ثرواته الطائلة في شركة باديكو، لتكون ستاراً يحميه ليصول ويجول في فلسطين والمشرق، بصفته رجل أعمال وطني، شهم، يسعى للدفاع عن مصالح الفلسطينيين. في ذات الوقت يقوم أولاده وبناته وأقاربه بإدارة شركاته الممتدة من أبو ظبي وطهران، مروراً بعمان ولندن ونيويورك ونهاية في طرابلس والجزائر.

لا يتورع الثري عن فعل ما يُظهره رجل الوطن والمهمات الصعبة حيث يوفر وقتاَ وافراَ للتجوال مابين مدينتيْ غزة ورام الله تحت شعار المصالحة، ولكن الحقيقة هي تخطيط مدروس يهدف إلى السيطرة الكاملة على استثمارات باديكو Padico في مدينة غزة، كالمناطق الصناعية, وفنادق الخمسة نجوم وغيرها والتي جُمِّدَت بعد الحصار الإسرائيلي للمدينة، وقد صرح بشكل علني لمقربيه له أنه لن يتوانى لبعث الحياة في هذه المناطق من جديد, وطبعا باسم الوطنية والقدسية الثورية.. من الطبيعي أن يملك هذا الثري علاقات واسعة وعلى مستويات عالية، ولكن من غير الطبيعي أن يمتد مدى العلاقات الواسعة هذه لبناء علاقات صداقة مع جنرالات الجيش الإسرائيلي الحاليين منهم والمتقاعدين. وفي وقت يصعب أو حتى يستحيل على الغالبية الفلسطينية الدخول من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتميز منيب المصري بمميزات الرئيس الفلسطيني أبو مازن حيث يخرج بسيارته الخاصة من الأراضي الفلسطينية متى يشاء ويخرج منها متى يشاء من دون حساب أو مسائلة من الحواجز الإسرائيلية، وتمتد تلك الميزات والتسهيلات إلى تمكينه من الوصول إلى قصره الشامخ من شارع منفرد لا يستخدمه غيره والمستوطنين الإسرائيليين. أما مديري إداراته وبشكل أخص مدراء الأقسام في شركة باديكو، وبالتحديد المدير التنفيذي العام للشركة والذي يُدعى 'سمير عثمان حليلة' على درجة متدنية من الانتماء الوطني والغيرة على الوطن

كان 'سمير حليلة' في أيام مقاعد الدراسة من الماركسيين ، ولكنه ومع الزمن انقلب رأسا على عقب ليصبح واحدا من رجالات يمين أوسلو، عمل سمير حليله في مجال القطاع الخاص القريب من التطبيع الكامل مع الإحتلال، كانت بداياته متواضعة في دهاليز أوسلو، وأدار بعضاً من المؤسسات الربحية الخاصة كمصنع نصّار للرخام والحجارة، و عمل كسكرتير وزارة الإقتصاد، بالإضافة إلى إدارته مؤسسة بالتريد Paltrade الفلسطينية و التي تُعنى برسم مقاييس الاستيراد والتصدير في مناطق السلطة الفلسطينية.

يُعرف منيب المصري بعلاقته السياسية والشخصية مع الكثير من اليساريين السابقين وفى الإسلام السياسي كحركة حماس وما بينهما من تيارات ليؤكد بذلك على نظرية 'أبويته' السياسية والتي هي من أساسات حراكه السياسي المفتوح على الجميع (بما فيهم قيادة جيش الاحتلال في مستوطنة بيت ايل و تل أبيب) كما و يعمل على إقناع الجميع بأنه عرفات متجدد لكنه أكثر دبلوماسية وعقلانية وعفوية مصطنعة (تصل لدرجة المسخرة منه وعليه) يستغلها للضحك على عقول الناس وإقناعهم بإمكانيته جمع المال السياسي المعد سلفاً للتطبيع والفساد من خلال العمل السياسي الوحدوي (مابين حماس وفتح)



من صفات هذا الثري المعروفة السفر للنقاهة والاستجمام إلى أوروبا والتي تمثل مكاناً للتفكير والاستجمام والتجديد الروحي، ليس تناقضاً في شخصيته بل احدى الطرق التي تعكس البهلوانيه التي يتقنها والنصب السياسي الهادف إلى تأسيس مرجعية 'أبوية' سياسية تجذب الجميع وتضمن سير عملية المحافظة على ماله وجمع المزيد منه من خلال علاقاته المشبوهة والمعروفة مع الاقتصاديين والسياسسيين والعسكريين الصهاينة من كافة المستويات، وخير مثال على ذلك تعيينه شخصية من الدرجة الثانية لها علاقتها المعقدة والمشبوهة والمخفية عن الصعيد المحلي كشخصية سمير حليلة صاحب Portland trust ومجلسها الصهيوني بقيادة السير رونالد كوهين والبريغادير جنرال (متقاعد من الجيش الإسرائيلي) إيفال غيلادي*الذراع الاقتصادي-المالي في سرقة المال العام و تسويف المشاريع التطبيعية واستنزاف المال الممنوح للشعب الفلسطيني لخدمة شركات باديكو كبريكو Prico وغيرها من الشركات شبه الوهمية التي تزيد من أموال باديكو وسمسرة سمير حليلة والتطبيع الاقتصادي المذل للعقل الفلسطيني.

يتوجس القاصي قبل الداني في الحراك السياسي الداخلي بالاقتراب من شخصية منيب المصري البهلوانية الكاذبة و التي تتعمد تبسيط الصورة السياسية بعفوية 'أبوية' مقززة مقرفة، كما أن الجميع على دراية بأن رجل الأعمال الثري مرتبط بشكل أو بآخر مع دوائر المال السياسي- التنموي ذات البعد التطويعي والتطبيعي مع الكيان الصهيوني.

و ينطبق هنا المثل القائل 'إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فتلك مصيبة أعظم' إذا ما كانت كل من من ليبيا والجزائر وإيران يعرفون أو لا يعرفون حقيقة منيب المصري وعلاقاته المشبوهه مع الأحتلال والصهيونية العالمية سواء مباشرة أو غير مباشرة (عن طريق أمثال السيد حليلة) في العلاقة مع مؤسسة البورتلاند ترست Portland Trust المطبعة والصهيونية



بالإمكان زيارة الرابط http://www.portlandtrust.org/senior_management.html

كان الأولى بايران*وليبيا والجزائر طرد هذا الرجل واستثماراته من أراضيهم فوراً,سواء بشكل مباشر أو غير مباشر, لما هو فيه من عمل مشبوه مزدوج سياسي-اقتصادي، سياسيا لمصلحة الغرب والصهيونية، واقتصاديا لمصلحته الخاصة له أما بالنسبة لسورية وحماس و اليسار بشكل عام فيتعين عليهم فوراً منع هذا الرجل المشبوه من أن تطأ قدماه أرض غزة أو سورية ليتسنى له الفرصة ليتكلم من على المنابر أو منحه الشرعية الوطنية والسياسية، كما على أن على القوى الفعالة والسياسية من جماعات أو أفراد كالكاتب اليساري المستقل هاني المصري الابتعاد عنه لما يشكله من شبهة وتخريب وتدمير للعمل السياسي الوطني الفلسطيني والعربي المقاوم.

أما بالنسبة لسمير حليلة الذراع الأيمن للثري منيب المصري فيعمل على نسج علاقات مشبوهة مع مؤسسات تدعي اهتمامها بالشأن الفلسطيني، ولكن وفي الحقيقة أنها تعمل على تطويع وتطبيع العقل الفلسطيني لصالح الاحتلال.

وكمثال بسيط على ذلك إدارته للفرع الفلسطيني لمؤسسة بورتلاند ترست Portland trust* واعتباره عضوا أساس في مجلس ادارتها المكون من أعضاء مهمين في الحركة الصهيونية البريطانية كالسير رونالد كوهين، السير هاري سولومون، ونيكولا كوبولد، والبرغادير الجنرال المتقاعد من الجيش الإسرائيلي أيفال غيلادي و الذي كان مديراً للعمليات الإستراتجية في الجيش الإسرائيلي والسكرتير الخاص لأريئل شارون لعملية السلام والمهندس الأكبر في عملية الانسحاب من غزة. تقوم بورتلاند ترست Portalnd trust بالتطويع الاقتصادي والثقافي عن طريق تسهيل وتطويع الكثير من الأموال الممنوحة للشعب الفلسطيني كبناء الضواحي لذوي الدخل المحدود والمتوسط وغيرها من المشاريع التنموية المهمة وتحويلها لصالح شركات 'باديكو كبريكو الإنشائية' ومن دون عطاءات أو عطاءآت وهمية، إضافة إلى أنشطة اقتصادية متعددة لاستفادة وصالح سمير حليلة وبشكل خاص بصفته وسيطاً ومديراً تنفيذياً للشركة الأم.

يعيش سمير حليلة في مدينة 'رام الله' الفلسطينية و يتلقى دخلاً شهرياً يتجاوز 15,000$ أمريكي، بالإضافة إلى العلاوات والأرباح والمكافئات والتي تتجاوز مئات الآلاف من الدولارات سنوياً مما يجعله يعيش حياة بذخ وإسراف غير محدود ورفاهية تقوده لفضائح ليلية سواء في مدينة رام الله أو في عواصم العالم، وبموافقة وتشجيع الرأس الكبير منيب المصري، رجل الأعمال وصاحب المهمات الوطنية الصعبة والمصالحة والتي يُخيل للناس بأنه يتنفسها من خلال مقابلاته مع الصحافة العربية والغربية'

و كما يقول المثل 'ذاك الشبل من ذلك الأسد'، فإن سمير حليلة تربى على يد الأسد وتشبع منه الكثير، كاستغلال القضية الفلسطينية كوسيلة للثراء والكسب والمال والجاه المحلي والعالمي، حتى لو أدى به الأمر للعب 'الغولف مع' غابي اشكنازي في مدينة العفولة، وأن تربطه علاقات صداقة متينة مع نظيره الاسرائيلي في البورتلاند ترست Portland برتبة بريغادير جنرال يعيش على أنقاض قرية كابري الفلسطينية في الجليل الغربي. إن المدير التنفيذي لباديكو 'سمير حليلة' والذي عُين بهذا المنصب في حزيران 2008 معروف ببغضه لرجال العمل السياسي، وبالمقابل فهو مكروه من الصعيد العام.

تشكل باديكو واجهة تجارية- صناعية لتبيض الأموال الخارجية وبالذات المال الغربي من خلال مشاريع تقوم بها هذه الشركة أو شركاتها المملوكة أو الحليفة لها في القطاع الخاص.

نهاية فمنيب المصري كان ولا يزال دخيلاً على العمل السياسي الفلسطيني، و رجل لم تسمع به الجماهير ولم يكرس شيئا من عمره لثورة شعب فلسطين غير الكذب والخداع والنصب البهلواني الأسود، و لم ننسَ أنه كان وزيراً عند جلالته أيام ايلول الأسود عام 1970 فإذا هو نزل على جماهير الشعب النابلسي ببراشوت أمواله ليقيم عليهم أميراً من طلة قصره الأيطالي والذي بني بأموال عملها في ليبيا والجزائر والآن في ايران، لكن مدينة نابلس الصمود كانت دائماً بالمرصاد لأمثلة هذا الرجل المشبوه, فنابلس بسام الشكعة و غسان الشكعة و إبراهيم طوقان وفدوى طوقان و شادية أبوغزالة والآلاف من أبنائها الأبطال الشهداء قادرة بحتمية على لجم أمثال هذا الدخيل حتى لو كان يحمل اسم عائلة محترمة وبيت نابلسي مرموق.


* فضيحة من فضائح منيب المصري http://www.youtube.com/watch?v=6qc6zlehRIc&feature=related


* سيرة البريغادير جنرال أيفال جلعادي http://en.wikipedia.org/wiki/Eival_Gilady

* موقف بورتلاد ترست من إيران

http://www.portlandtrust.org/publications/pubpages/Addressing_Iran_Nuclear_Challenge.html


الدكتور حسين محارب التميمي

باحث في شوؤن ملفات الفساد الفلسطينية

الأربعاء، 25 يوليو 2012

اطمئن يا ناصر اللحام فالجبهة الشعبية لن تخسر نفسها…؟؟

راسم عبيدات
......... نشر رئيس تحرير وكالة معاً الإخبارية الصحفي ناصر اللحام مقالة بعنوان"حماس خسرت سوريا وفتح خسرت مصر...وفصائل أخرى خسرت نفسها"،ورئيس تحرير معاً السيد اللحام خير مبدع في السياسة "الميكافيلية" ولا يتفوق عليه في هذا الجانب سوى الأخوة في حركة حماس،والذين ينطبق عليهم مثل اللحام بأن لديهم القدرة العالية على تغير الأصدقاء والحلفاء انطلاقاً من مصالحهم ومكاسبهم الذاتية،وليس انطلاقاً من المصالح والحقوق الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ،فهؤلاء تربوا على هذا النهج والمنطق،ومواقعهم الطبقية تؤهلهم للعب مثل هذا الدور،فهم في اغلبهم من البرجوازية والكمبرادورية التجارية،وبالتالي ما يحكم سياساتهم ومواقفهم هو منطق الربح والخسارة،وليس المباديء ولا الثوابت ولا الخطوط الحمراء فهم مستعدين للدوس عليها في سبيل حماية مصالحهم،وبالتالي تغيريهم لشكل علاقاتهم وتحالفاتهم،هو ما ينطبق على تلك القوى الطبقية التي تحدث عنها اللحام في مقالته،فهي تتصرف وفق مصالحها وليس وفق المباديء والثوابت والمصالح الوطنية العليا،ولذلك وجدنا التغير والتبدل في مواقف حماس من سوريا ونوعاُ ما من ايران وحزب الله استناداً الى ذلك.
ففي المنطق البلدي والعشائري يا لحام من يقدم لك معروفاً أو خدمة لا تقدم على بيعه أو التخلي عنه أو التنكر له بسهولة،فكيف بمن احتضنك ودافع عنك وقدم لك كل اشكال الدعم والمساندة؟؟،في وقت كانت تضيق فيه عليك الأرض بما رحبت ويرفضك ويلفظك الكثيرون،ولعلك تذكر يا شيخ "المكافيلية"كيف أن سوريا كانت تتعرض الى حملة ظالمة وشرسة من قبل أمريكا والغرب الاستعماري،بأنها دولة ترعى وتدعم"الإرهاب" المقاومة،وبما يهدد وجودها ومصالحها،ولكنها لم تقايض ذلك لا بالمصالح ولا بالاغراءات،بل استمرت في الثبات على موقفها ومبادئها، وها هي تدفع ثمن تلك المواقف والثابت على المباديء حيث تشن عليها حرب كونية مصغرة تشارك فيها أطراف عربية واقليمية ودولية.
أما بالنسبة للجبهة الشعبيةيا استاذ ناصر اللحام،فهي لم ولن تخسر ذاتها جراء الوضوح والثابت على مواقفها ومبادئها،فهي تعلن حسب ما اسمع وأعرف وأقرأ عن تاريخ ومسيرة الجبهة،موقفها بشكل واضح وقاطع من المسألة والقضية السورية ينسجم ورؤيتها ومواقفها ومبادئها المستندة الى هويتها الفكرية وبرنامجها السياسي،فهي تري بأن هناك تدخلات خارجية عربية واقليمية ودولية في سوريا تهدف لتحقيق جملة من الأهداف،تقف في مقدمتها تدمير الدولة السورية من حيث تفكيكها وتقسيمها جغرافياُ،وإدخالها في اتون حروب مذهبية وطائفية وقبلية وعشائرية،والأهم تفكيك المؤسسة العسكرية،وخلق دويلات متنازعة تبقي إسرائيل اليد الطولى والقوة الاولى في المنطقة،وكذلك تفتيت معسكر المقاومة والممانعة،وبالمقابل الجبهة الشعبية قالت بشكل واضح أنها مع حق الشعب السوري في الديمقراطية والتعددية والإصلاح الاقتصادي والتغيير ومحاربة الفساد ووقف سياسة التغول الأمني،ولكن كما هو واضح فالمسألة تتعدى ذلك بكثير،ولم تعد المسألة مسألة لا ديمقراطية ولا إصلاح ولا محاربة فساد،بل هي استهداف سياسي واضح ويفهمه من يعرف الف باء السياسة ولا يعوزه الفطن والذكاء حتى يدرك ويفهم ذلك.
والجبهة لو كانت تتصرف وتحدد مواقفها استنادا الى لغة المصالح ومقاييس الربح والخسارة، وليس المبادئ والثوابت الوطنية لغيرت جلدها ألف مرة،ولما جاع اعضائها ولما فرض عليها الحصار المالي أكثرمن مرة،ففي أكثر من محطة وموقف تعرضت للجبهة للابتزاز السياسي والمالي،ولكنها لم ترضخ وبقيت قابضة على مبادئها وثوابتها كالقابض على الجمر،فهي من رفضت تجاوز الخطوط الحمراء والايغال في دم الفلسطيني،عندما حدث الانشقاق في فتح عام 1983،رغم ما تعرضت له من ضغوط سياسية كبيرة،وهي من وقفت وادانت سوريا ومواقفها في حرب المخيمات،وهي من رفضت ان تكون وتشكل بديلاً للمنظمة بعد اتفاقية "كامب ديفيد"،وكذلك بعد عقد الدورة السابعة عشر غير الشرعية للمجلس الوطني الفلسطيني في عمان….وغيرها الكثير الكثير من المواقف،حتى لفترة قريبة عندما علقت عضويتها في اللجنة التنفيذية احتجاجا على عدم احترام السلطة لقرارات مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية،تعرضت لابتزاز مالي حيث قطعت عنها المخصصات المالية.
ان من يخسر نفسه يا لحام هو من يربح على الصعيد التكتيكي،ولكن على المستوى الاستراتيجي سيكون خاسراً،والجبهة لن تكون من جماعة وأصحاب مقتنصي ومغتنمي الفرص،ولا اصحاب نظرية الغاية تبرر الوسيلة ولا من انصار المدارس النفعية،وهي لو كانت كذلك لفتحت لها الكثير من العواصم العربية والدولية،ولضخ عليها الكثير من المال السياسي،كما نرى حنفياته مشرعة ومفتوحة بأقصى طاقاتها على البعض في الساحة الفلسطينية،لقاء تغيرهم للحلفاء والأصدقاء،وبلغتك ومصطلحك يغيرون الأصدقاء والحلفاء كما يغيرون أحذيتهم.
وانا هنا لست في سياق الدفاع ومحاكمة للجبهة وتاريخها ومسيرتها ومواقفها،بل المسألة التي المحاكمة عليها هي الموقف من القضية السورية وما يجري في سوريا،وبلغتك يا لحام مرة أخرى الجبهة لا تريد ان تفتح لها العواصم العربية والدولية وتربح ذلك وتخسر القدس،فالجبهة وموقفها من سوريا يتعرض الى حملة تشويه وتحريض واسعتين،فمرة يقولون الجبهة رحلت عن سوريا عندما زار مسؤول فرعها في الخارج الدكتور ماهر الطاهر قطاع غزة،ومرة يقولون بأنها تقف الى جانب ما يسمى بالثورة السورية ضد النظام السوري،ويخرجون تصريحات عضو مكتبها السياسي دكتور رباح مهنا في قطاع غزة عن سياقها..الخ.

نحن لا نلهث خلف البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد اذا لم يكن من تسميهم بالحلفاء او الأصدقاء،يدعمون حقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية وحقه في الحرية والاستقلال،فهؤلاء ليس لا بالحلفاء وبالأصدقاء،واذاكان الثابت على الموقف والمبدأ،في زمن تعز فيه المباديء والمواقف وكثرت فيه سوق التجار للمباديء والمواقف وبأثمان بخسة،فهذا نيشان فخر وعز على من يصمد ويثبت على موقفه ومبدأه،وليس مخجلا أو معيباً،والإمام على كرم الله وجه يقول لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه.
ونختم بلغك يا شيخ الميكافيلية "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه،وماذا يفيد الفصائل الفلسطينية أن تستقبلنا كل العواصم العربية وتغضب علينا القدس...

القدس- فلسطين
25/7/2012
0524533879
Quds.45@gmail.com

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

اللي بيته من زجاج لا يحذف الناس بالطوب يا ناصر اللحام




أيمن أنور

أحد أصدقاء رئيس تحرير وكالة معاً ناصر اللحام عاتبه بشدة أثناء زيارته لإحدى الدول العربية في سياق زيارة قام بها محمود عباس، وقال له غاضباً " ما سبب التصاقك بالرئيس محمود عباس في سفرياته وترحاله وملازمته في طائرته، ودفاعك عن مواقفه يا ناصر، رغم أن الجميع يعرف أن سقفها هابط ويتناقض مع موقفك الذي حاولت منذ سنوات تسويقه للناس" فأجابه ناصر اللحام بهدوء " بدنا نعيش يا صديقي".

المشكلة ليست في هذا الموقف الذي تكرر من هذا الرجل الطموح جداً في مناسبات عديدة، وليست في خلعه قناع اليساري والأسير السابق وابن المخيم وارتداءه قناع المنافقين والمتحولين والنيوليبرالية ورجال البيزنس، ولكن في تقمصه دور الإعلامي الوطني الواعظ السوبرمان الذي لا يضاهيه أحد في تحليلاته ولا آرائه ومواقفه، وتقهقر مبادئ الحق والصواب والمصداقية المطلوبة من الإعلامي الوطني في داخله أمام المصلحة التي سادت شخصيته الانتهازية المريضة، والتي تحاول إيهام الجميع أنها على صواب وأنها مواقف قديسة بقداسة علاقته المتينة برأس هرم السلطة ومنظمة التحرير، وملتصقة بالتصاقه بكرسي طائرة الرئاسة.

كتب اللحام أمس مقالة له بعنوان " حماس خسرت سوريا وفتح خسرت مصر.. وفصائل أخرى خسرت نفسها"، حاول من خلالها كعادته إخراج مسرحية جديدة من مسرحياته وفذلكاته الهزلية، التي وزع فيها الأدوار والمواقف حسب طبيعة مجاملته للآخرين وقربه منهم، فاتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأنها تمسكت بموقفها المدافع عن النظام السوري مهما بلغت الخسائر وحدقت بها النائبات حسب زعمه، والشئ المضحك أنه يتكهن لها بأنها ستدفع ثمناً باهظاً لقاء هذا الموقف!!!.

صحيح أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي لفظتك خارجها يا ناصر اللحام لا تمتلك الحقيقة الكاملة، ولم تعطِ لنفسها الحق أن تتعامل مع مواقفها بقدسية أو ملائكية أو نرجسية، ولكنها ومن باب ارثها النضالي والسياسي  الذي يتجاوز أمثالك بمسافات ضوئية تمتلك الرؤية الوطنية الصادقة، والتحليل العلمي الواضح وغير المرتبك فيما يخص الوضع السياسي في المنطقة العربية، خاصة في سوريا وباقي البلدان العربية. ولن تبيع نفسها أبداً أمام بوابات قصور الرئاسة والملوك والأمراء من أجل حفنة من الدولارات.
هي حزب الجماهير الشعبية التي آمنت بحتمية تحررها من التخلف، والظلم، والاستبداد الذي كرسته الأنظمة الرجعية العربية وما زالت، وهي في الوقت ذاته لا يمكن أن تغفل دور أمراء النفط المشبوه في خدمة المشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة، وفي محاولاتهم المسعورة الانقضاض على سوريا شعب ووطن ونظام سياسي وتاريخ وحاضر ومستقبل، وفي مخططات الغرب لإثارة موضوع الطائفية المقيتة.

إن إدراك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن حل الموضوع السوري سياسي بامتياز، وأن الحوار الوطني الشامل وليس الإرهاب وتصدير الظلاميين القتلة، هو ما يحمي سوريا ويوقف نزيف الدم، لا يعني بأي حال من الأحوال أن تغض الجبهة الطرف عن المخططات المشبوهة، والمؤامرات الكونية التي تحاك ضد أمتنا العربية وسوريا تحديداً.

ما هو وزنك وحجمك يا لحام أمام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين... جبهة الحكيم وأبو علي مصطفى وسعدات ووديع حداد... جبهة جيفارا غزة وغسان كنفاني وأبوماهر اليماني. أنصحك بالاحتفاظ برأيك وموقفك المنافق بعيداً عن الجبهة، لأنها تجيد التعامل مع المتحولين أمثالك الذين أصبحت حياتهم مجرد طاولة قمار بقدر ما ستجني أموالاً وأرباحاً شخصية بقدر حتمية سقوطها وخسارة كل شئ.
عندما تصبح المصالح الشخصية معيار الصواب والخطأ في هذا العالم الذي تنتشر فيه شريعة الغاب، تنهض الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كعادتها لتدافع عن سوريا ووحدتها ومستقبلها، بما يجنبها كوارث استباحة سيادتها وتفتيت الوحدة الوطنية والنسيج الوطني والاجتماعي والثقافي، ويقطع الطريق على التدخلات الخارجية المتنوعة والعديدة الاطراف وسياسة العسكرة التدميرية التي تقودها دول "الناتو" واتباعهم في المنطقة.

هل يفكر ناصر اللحام للحظة واحدة أن الجبهة تستطيع أن تحّول مواقفها وتبدّل جلدها، كبعض الزعامات والتنظيمات الممانعة التي باعت من أحّسن إليها ودعمها بالمال والسلاح والغطاء السياسي، وارتمت في حضن القطري والسعودي؟، هل مطلوب من الجبهة يا ناصر اللحام أن توازن في مواقفها بين النظام السياسي السوري ودولة المؤسسات المدنية السورية والتي رغم بعض الاشكاليات فيها أمر واقع وموجود، وبين إمارات الظلام والتبعية والتخلف في الخليج العربي؟!!. أحب أن أذكرك يا ناصر اللحام أن سوريا التي قاومت الاستعمار التركي والفرنسي، كانت من أولى الدول العربية التي كان لها مؤسسات مدنية وبرلماناً منذ بداية القرن العشرين، في حين أن إمارات النفط ودول الخليج رغم بعض الجوانب المضيئة في تاريخها لتنظيمات سياسية وشخصيات وطنية قاومت الذل والخضوع والاستبداد، إلا أنها حتى هذه اللحظة لا تمتلك مؤسسات الدولة الحقيقية، وتكبت الحريات وتقتل الابداعات، وتحتجز النساء في غرف مظلمة، وتبدع في فتاوى الجنس.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تاريخ وحاضر ومستقبل وقامتها كبيرة لا تنحني لأقزام الإعلام المتحولين، فيجب ألا تحاول يا ناصر اللحام أن تقارنها بجمهورية الموز الديمقراطية التي صنعتها في وكالة معاً، والتي أصبحت مرآة للنظام السياسي الفلسطيني الفاسد والمفرط، وسوق للمتاجرين بالمواقف في الشأن العربي والدولي، فلا غرابة أن تدافع هذه الوكالة ورئيس تحريرها عن مواقف السلطة وتغض الطرف عن ممارساتها، وجميعناً يعرف كيف تآمرت الوكالة على عذابات الأسرى ومعانياتهم وانتصارهم الأسطوري في معركتهم الأخيرة من خلال محاولاتها تشويهها وتقزيمها، وغضها الطرف عن اعتداءات أجهزة أمن اوسلو على الشباب المنددين بزيارة المجرم موفاز إلى رام الله.

تمتلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرؤية والموقف الثاقب من الأزمة السورية، وهي عندما تدعو إلى اليقظة والتحوط اتجاه دسائس الاعداء التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني والامة العربية، والى حماية الوجود الفلسطيني المؤقت في احضان الشقيقة سوريا على طريق العودة للديار التي شردوا منها ابناء فلسطين قسراً بالعنف والإرهاب، فإنها تدرك تماماً أن الوجود الفلسطيني هناك ينأى بنفسه دوماً عن التدخل في شؤون مضيفيه، وليس له من مصلحة سوى في صيانة سيادة واستقلال سوريا ووحدة وعزة شعبها العظيم ووحدة الشعوب العربية وتقدمها على درب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فهي حددت موقفها بصراحة وهي أنها لن تقف في صف المتخاذلين وعملاء الناتو وظلاميي الوهابية من أجل حفنة من الدولارات.
إن المصالح الخاصة يا ناصر اللحام هي ما تقودك إلى النفاق دائماً، ومحاولة تحوير ما يجري داخل شخصيتك على هيئة تحليل سياسي تتهم به غيرك وتتفذلك بها على الجميع، فاللي بيته من زجاج لا يحذف الناس بالطوب يا ناصر اللحام.

( انتهى)

الخميس، 5 يوليو 2012

وإذ يدق اغتيال عرفات آخر مسامير في نعش السلطة



أيمن أنور

" منذ استشهاد ياسر عرفات لم نتباطأ، ولم نوقف البحث، فنحن نبحث بشكل دائم ومستمر ضمن إمكانياتنا الضعيفة والمتواضعة، وضمن ظروفنا كوننا لا زلنا تحت الاحتلال، لأن هذه التحقيقات تحتاج إلى إمكانيات هائلة وعلاقات مع دول بعيدة عن مصالح موجودة مع دول أخرى، بغية الوصول إلى الحقيقة، ومعرفة الفاعل".

جملة قالها رئيس لجنة التحقيق في وفاة ياسر عرفات، الشخص الغائب، الحردان، الحاضر أخيراً بإذن الجزيرة الفضائية توفيق الطيراوي، حيث بثت القناة تقريراً تلفزيوناً عن وفاة ياسر عرفات، وضعت من خلاله القيادة الفلسطينية في مأزق خطير، لن تخرج منه سالمة.

هذا هو مربط الفرس، وهي عادة القيادة الفلسطينية التي لا تتغير، والتي تترك للتيار أن يجدفها بعيداً، دون أن تحرك ساكناً، وعندما تقترب من الغرق الأكيد تحاول إنقاذ نفسها، بتبريرات هنا وأفعال هناك، إلا أنها كما فشلت في التجديف لتجنب الغرق، فشلت في تسويق موقفها فوقعت فريسة لغضب وتكهنات وتساؤلات الشارع.


التقرير الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية لا يحمل أي شئ جديد في موضوع الكشف عن مادة سامة في ملابس الرئيس، سوى أنه أماط اللثام عن محاولات متعمدة من القيادة الفلسطينية لإغلاق ملف اغتيال ياسر عرفات، ومن هنا نتساءل عن أسباب تأخير إعلان نتائج لجنة التحقيق التي كُلف برئاستها " توفيق الطيراوي"؟، رغم أننا من أشد المقتنعين أن السلطة الفلسطينية أجبن من أن تعرض للناس حقيقة لجنة التحقيق.


صحيح، أن توقيت عرض قناة الجزيرة التقرير هدفه خلط الأوراق في المنطقة وكجزء من محاولات ولي أمرها "قطر" إعلاء شأن الإسلام السياسي المتمثل في حركة حماس كبديل عن التيار اليميني السلطوي الفاسد وهو جزء من مخطط نشر الربيع الإسلامي في ربوع العالم العربي، إلا أن طريقة استقبال القيادة الفلسطينية لهذا الفيلم الوثائقي والنابعة من تصريحات المسئولين فيها المترددة والضعيفة والمرعوبة، وما صاحب هذا الموضوع من إثارة على وسائل الإعلام الفلسطينية والخاصة، يؤكد أن هناك شيئاً خطيراً ما أماط الفيلم اللثام عنه، ويؤكد أن  كل الزوبعة التي خرجت من المقاطعة والتصريحات في هذا الموضوع، هدفها محاولة الهروب من هذه المأزق.

لم تخطو قيادة السلطة الفلسطينية خطوة واحدة على مسار كشف حقيقة اغتيال ياسر عرفات، بل وأعطت تبريرات ضعيفة وغير منطقية بخصوص تأخرها في إعلان النتيجة، مرة ضعف إمكاناتها المتواضعة، ووجود الاحتلال، ومرة أخرى في مشاورة عائلة الراحل عرفات، ولا نعرف ما هي التبريرات التي ستسوقها لنفسها خلال الساعات القادمة للهروب من هذا المستنقع، فلو كانت السلطة بريئة براءة الذئب من دم يوسف، لخرجت بصوت واحد وأثبتت اغتيال الرئيس عرفات بالسم وتورط دولة الاحتلال فيه، إلا أن طريقة تعاملها مع تقرير الجزيرة يؤكد أن الموضوع أكبر من هذه البراءة، ومن أي إعلان لنتائج التحقيق، وأن الحقيقة المرة والمرعبة تفيد بتورط قيادات ثقيلة كانت مقربة من الرئيس عرفات في هذا الموضوع، واستغلت توتر علاقاتها في الأيام الأخيرة مع عرفات في التآمر على قتله.
نتساءل أيضاً، هل استعادة دور وعمل لجنة التحقيق التي شكلت قبل عدة سنوات برئاسة "توفيق الطيراوي" ستساهم في الكشف عن حقيقة اغتيال عرفات، أم أنها ستعمل على تشتيت الجهد وتوزيعه على القبائل، على اعتبار أن علاقة الطيراوي مع عباس ليست على ما يرام الآن، ومن الممكن أن يسعى كل منهما إلى تعطيل الآخر فيما يخص التحقيق، مروراً بتوريطه بتحميله المسئولية، والأيام بيننا لإثبات هذا الموضوع، خاصة وأن تصريحات القيادة الفلسطينية باستمرار عمل الطيراوي رئيساً لهذه اللجنة يؤكد صحة كلامي.
نجحت إذن قناة الجزيرة الفضائية الفاسدة في زرع شراكها وفخاخها للسلطة فأوقعتها في مقتل، ويبدو أن السلطة ستجني ثمار أفعالها وممارساتها قريباً جداً، وسيدق الكشف الجدي لحقيقة اغتيال ياسر عرفات آخر مسامير نعشها.