الجمعة، 30 أغسطس 2013

غوغاء السلطة تتطاول على رفاق الحكيم


أيمن أنور



استبق غوغائيو سلطة أوسلو ومختلف أبواقها الإعلامية الصفراء المسيرة الجماهيرية التي ستنظمها الجبهة الشعبية يوم السبت الموافق 7/9 أمام مقر المقاطعة في مدينة رام الله تحت شعار " إسقاط أوسلو"، بإطلاق حملة أكاذيب وافتراءات وإنشاء صفحات مشبوهة تحريضية على الجبهة، في محاولة منها لإفشال المسيرة وحرف مسارها، ولضمان عدم تحقيق أهدافها، والتخفيف من حدة اتساعها تدريجياً، والتي بدأت تؤرق زلم السلطة وأجهزتها الأمنية.

مارس هؤلاء هوايتهم المفضلة في تصدير الغوغاء والسطحية وعدم الاتزان، واستخدام الأساليب القذرة، التي ورثوها من منظومة سلطة أوسلو الفاسدة، وممارساتها المشينة على مدار عشرين عاماً في القيام بحملة مسعورة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث عمدوا إلى تزييف الحقائق، ونشر الأكاذيب والافتراءات، وفبركة بعض الصور من أجل خدمة أهدافهم الخبيثة المكشوفة.

بادر هؤلاء الموتورون الحاقدون على استخدام وكالات أنبائهم الصفراء في بث سمومهم، ونشر بعض الأخبار العارية عن الصحة المفبركة والمختارة من فيديوهات وصور قديمة، وربطها بمسيرة للحراك الشبابي المستقل ضمت مختلف فصائل العمل الوطني، بما فيها حركة فتح.
افتقرت حملتهم المسعورة وعقليتهم الغوغائية للمصداقية والربط السليم بين الصور المعروضة في فيديوهات قديمة، وبين الفيديو الأخير، ولم يسعَ هؤلاء كعادتهم إلى استخدام عقولهم من أجل التفكير السليم والاستنتاج والتصرف الأخلاقي، غير واعيين بتبعات جريمتهم هذه وتحريضهم المشبوه والمحموم على الجبهة الشعبية، والتي ازدادت بعد سلسلة التظاهرات التي نظمتها الجبهة احتجاجاً على عودة محمود عباس ورجاله إلى المفاوضات.

استخدم هؤلاء أسلوب " القطيع" في تشويه صورة نساء فلسطينيات مناضلات شكلّن دوماً مثالاً يحتذى به في الأخلاق والتضحية والصمود، واحدة منهن أخت شهيد قائد، وأخرى زوجة أسير قائد. حيث تم فبركة صورهن وهن يحتجن في مسيرة سابقة على حاجز قلنديا، ونشرها كأنهن مشاركات في مسيرة أمس، في أسلوب جبان ونذل ورخيص يدل على مستوى الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه هؤلاء، والذي يجب الوقوف أمامه بصرامة وبحسم، وكشفهم وفضحهم، واعتبارهم أجندات مشبوهة تخدم مجموعات السلطة المتنفذة، التي تحاول التغطية على فضائحها، وفسادها، وانهزاميتها.
حتى في المسيرة الشبابية التي نظمها الحراك الشبابي أمس في مدينة رام الله، والتي شهدت بعض الممارسات التي توصف بأنها مرفوضة، إلا أنها حسب إفادات الكثير من المشاركات جاءت كردات فعل عصبية لاشعورية، نتيجة قيام بعض أفراد الشرطة السفلة، والمعروفين للجميع، بشتمهن، وإصدار اشارات غير أخلاقية وسافلة أدى إلى قيامهن بردة فعل مرفوضة من قبلنا، والشئ الهام والذي يجب ملاحظته وإدراك أسبابه هو تجاهل كاميرات أجهزة الوقائي والمخابرات المنتشرة في المكان، لهذا التطاول من قبل بعض أفراد الأجهزة الأمنية.

ينبع أهمية توضيح هذه المعلومات والأحداث من أن المسيرة جاءت بمبادرة من مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، بمشاركة واسعة من نساء كادرات مناضلات، جزء منهن عضوات في حركة فتح، ومن الطبيعي أن نعتبر تهجم السلطة وغوغائييها على الجبهة بأنه تطاول على الشعب الفلسطيني بأكمله. والذي يثبت صحة هذا الحديث، أن الشاب الذي أصيب خلال المسيرة بهراوات أجهزة أمن سلطة أوسلو ينتمي لحركة فتح.

لا تقذفوا المناضلات بالاتهامات الباطلة والكاذبة، وأنتم ملوثون بداخلكم، فمن يمارس الدعارة السياسية ليل نهار، ويبيع الوطن بثمن بخس على طاولة المفاوضات، ومن يتفنن بعروض الملابس الداخلية الملونة عند كل اجتياح صهيوني من الطبيعي أن تكون الدعارة نفسها عنده شيئاً بسيطاً وأمراً معتاداً، ولا عجب أن نرى هذه المومس يخرج للناس متقمصاً دور الطاهر المناضل.

     أما بخصوص وكالة " دنيا الوطن" الصفراء والمشبوهة والمعروفة لدينا كعاصمة للبغاء والبورنو السياسي والإعلامي، والتي كانت رأس حربة التحريض، وسوق الأكاذيب، فإننا نعدكم في الأيام القليلة القادمة أن نخصص مقالة كاملة، نعرض خلالها مجموعة حقائق عنها وعن رئيس تحريرها. نثبت فيها حقيقة ارتباطاته، وتغيير ولاءاته عبر سنوات طويلة من الكسب غير المشروع القائم أساساً على فبركة  الأخبار وتزييفها وتحريفها خدمة لأهداف الممولين، الذين يدعمون الوكالة لتحقيق مآرب خبيثة ومشبوهة، من أهم أهدافها تشويه صورة الشعب الفلسطيني أمام العالم. سنكشف آلية عمل الوكالة وكيفية حصولها على الإعلانات، ونشر الأخبار المثيرة والتي تحمل عناوين ودلالات جنسية، رغبة في زيادة الإقبال على الوكالة خاصة ضمن فئة الشباب، خدمة لأهداف خبيثة. سنتحدث عن الظلم المجافي الذي تتعرض له الإعلاميات اللاتي يعملن بالخفاء وسراً في قطاع غزة، كمدخلات بيانات ومحررات لأخبار الوكالة، نظير مبلغ بخس، وحولهن للأسف من إعلاميات خريجات إلى مجرد مندوبات وأداة لتحريف الأخبار ونشرها على الموقع. لدينا الكثير الكثير نتعهد أن نكشفه في الأيام القادمة. حتى هذه المقالة أتوقع أن يستخدمها هذا النصّاب المحتال بطريقة فجة يظهر فيها حقيقة وكالته القائمة على الكذب والتسويف والابتذال والنصب والاحتيال.

خبرت الجبهة كل هذه الأساليب جيداً، وهي ليست جديدة عليها، ولن تنطلي عليها، كما لن يصدقها أحد، وأتوقع من رفاق الحكيم وأبو علي مصطفى وسعدات ووديع وغسان وجيفارا أن يمضوا في طريقهم ورؤيتهم الصحيحة دون كلل أو تعب، فكل هذه الوسائل التحريضية المحمومة دليل على عجز السلطة ورجالاتها، وصوابية مواقف الجبهة ورفاقها.


( انتهى)

الأحد، 4 أغسطس 2013

محاولة استحضار أوهام الدونكيشوتية.. ناصر اللحام أنموذجاً؟



أيمن أنور

حرص الإعلامي المثير للجدل "ناصر اللحام" خلال مقالته الأخيرة التي جاءت بعنوان " في العلاقة الجدلية بين فتح والجبهة الشعبية" على تقمص دور" دون كيشوت" بطل الرواية الشهيرة للكاتب الأسباني ميغيل ديسرفانتس، والتي تتحدث عن رجل مهووس عاش في القرن السادس عشر، حارب طواحين الهواء، وخسر حياته كلها، سعياً وراء الأوهام، وقاده جنون العظمة، إلى الخروج عن الواقعية لبوتقة الأساطير والخرافة والأحلام.
يستعيد اللحام في مقالته قيم " دون كيشوت" البالية وطمعه في تحقيق أسطورته الشخصية، ويحاول أن يلبس ثوب الرجل الحكيم والواعظ والوطني، الذي يراقب صراعاً في الساحة بين أعضاء الجبهة الشعبية، وحركة فتح، ويتأخر في التعقيب على ذلك، حتى لا يقع في وطأة الانفعال العابر!!. الغريب أن وكالته "معاً" وقعت في هذا عندما وصفت مسيرة الجبهة الشعبية التي نظمتها احتجاجاً على استئناف المفاوضات، وتم الاعتداء عليها بالضرب من قبل أجهزة أمن أوسلو، وصفت المسيرة بأنها مشاجرة بين الطرفين!.

وها هو الدون كيشوتي اللحام يؤكد انحياز وكالة معاً المعتاد لأجهزة أمن أوسلو، عندما يصف في بداية مقالته الاعتداء الآثم على رفاق الجبهة الشعبية، بأنه " اصطدام" بين أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة فتح، وليس اعتداءً؟!.

يستمر اللحام في السير عكس مسار التاريخ والعلاقة الجدلية غير المستقرة التي ربطت الجبهة الشعبية مع حركة فتح ، والتي لم تصل يوماً إلى درجة " الرقي" كما تشنطح بها اللحام بمقالته، باستثناء بعض المفاصل الميدانية لمقاتلي الحركتين،  بل كانت العلاقة دوماً تقوم على أساس " وحدة صراع وحدة"، ذلك أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت عبر سنوات وجودها في منظمة التحرير الفلسطينية، تشكل هاجساً كبيراً لياسر عرفات، أجبره على دعم محاولات الانشقاق عنها، الأمر الذي قابلته الجبهة بالتصدي الوطني المسئول لحركة فتح وتفردها بالقرار الوطني الفلسطيني، في الوقت الذي كانت ترد الأخيرة على تلك المسلكية الثورية الجبهاوية باللعب من تحت الطاولة!.
 وما زالت هذه العلاقة التصادمية الخلافية مستمرة، تعاملت خلالها الجبهة مع تجاوزات قيادة حركة فتح بمسئولية وطنية، في حين استمرت فتح بنفس طريقتها الاستعلائية المتفردة التي تجسدها وما زالت، والتي للأسف يدافع عنها اللحام، ويبررها أحياناً، ويستبعدها ويخفيها ويتجاهلها في أحيانٍ أخرى.

من المضحك، أن يتناول اللحام هذه العلاقة ويصفها بالمحبة والاحترام، ويذهب بعيداً ليصفها بأنها ذات القرار الواحد؟ ، على اعتبار أن حركة فتح لا تتفرد بالقرار ولا بمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن مواقفها المثيرة للجدل، والمخالفة لقرارات الإجماع الوطني تنسجم مع مواقف الجبهة من اتفاقية أوسلو المشينة، والتنسيق الأمني، والاعتقال السياسي...إلخ!!! فعجبي على هكذا قرار واحد ومحبة واحترام يا لحام.

إن القواسم المشتركة التي تنظم العلاقة بين حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هي التمسك بالثوابت، واستمرار المقاومة بكافة أشكالها، ورفض اتفاقيات أوسلو، والتطبيع واللقاءات الأمنية البغيضة، والاعتقال السياسي. وطالما أن حركة فتح لا تلتزم بأواصر هذه العلاقة، وتمضي في سياسة التنازلات، فإنه من العبث، أن يستحضر البعض علاقات وحدوية بين الجبهة وفتح حدثت في لحظات معينة، وبعدها اختفت خلف سعي حركة فتح للاستيلاء على القرار الفلسطيني والاستمرار بسيادة التفرد والهبوط السياسي، فلنستحضر كلمات الحكيم وهي الأقوى والأصدق عندما قال بصريح العبارة " إن القيادة التي أقدمت على توقيع اتفاقية أوسلو، لا يمكن أن تمثل الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد".
 هذا الموقف هو الضابط في العلاقة بيننا وحركة فتح، وهو الموقف المعلن الآن، ولا حاجة لأي فيلسوف لأن يتفذلك علينا ببعض المواقف التي ذهبت أدراج الرياح، وغطتها رمال أوسلو. فهناك معسكران مختلفان، المعسكر الأول هو معسكر المقاومة والتمسك بالثوابت والرافض لاتفاقية السلام وللمفاوضات والتنسيق الأمني والتطبيع، وهو ما كان يمثله الرفيقات والرفاق الذين تظاهروا في رام الله، والثاني هو معسكر التسوية والتنسيق الأمني، والذي يمثله محمود عباس وزمرته، ومن ورائه قوات الأمن التي قمعت بوحشية مسيرة الجبهة الشعبية في رام الله.

يستحضر رئيس تحرير وكالة معاً، ومدير مكتب فلسطين في فضائية الميادين، وأحد مستثمري فضائية ميكس دون كيشوت اللحام تجربته كعابر سبيل أثناء وجوده في زنازين الاحتلال في أقسام الجبهة الشعبية، ويحاول أن يلوح بهذه التجربة بقياس انتهازي منحاز للطرف الآخر المفرط والمعتدي الممثل بأشباه حركة فتح وعناصر أجهزة أمن أوسلو، وذلك عندما يساوي الطرفين، طرف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الثابت، وبين طرف غوغائي يمثله شبيبة فتح، وعناصر أجهزة الأمن السلطوية.

يواصل اللحام هزلياته ويدفع باتجاه مشاركة فصائل المقاومة والمعارضة لتجاوزات السلطة وحركة فتح الكبيرة في الحكم؟ طبعاً هو يقصد حكم سلطة الكنتونات، والتنسيق الأمني، والتطبيع؟ فمتى يصحو دون كيشوت من سباته وأوهامه متى؟!!