الخميس، 9 أبريل 2015

سفراء سلطة الفساد، سلمان الهرفي نموذجاً (1)


أيمن أنور

اختيار وتعيين سفراء الدول من المفترض ان يخضع لشروط خاصة ومواصفات معينة تتوفر فيها درجة عالية من الأمانة، والشفافية، والثقافة، والمصداقية، والكفاءة، أن يكون خادماً لشعبه ومطالبه باعتباره رسولاً مكلفاً باسمهم، فكيف اذا كان الحديث هنا يجري عن شعب فلسطين الذي لم يحقق دولته بعد ولا يزال يعيش مرحلة تحرر وطني كما هو حال شعبنا، فكيف هو حال سفراء "حكومتنا"؟.


وبات من المعروف أن سفارات السلطة الفلسطينية أقرب إلى الشركات منها إلى مؤسسات وطنية محترمة، إنها بيت طاعة يجري فيها تعيين السفير بامتحان الولاء وقبول شروط تنسجم ونهج القيادة المتنفذة في منظمة التحرير وترويج برنامج التسوية. سفارات / شركات يتحّول فيها السفير/ة إلى مجرد بوق للسلطة الفلسطينية .


ومن الطبيعي أن تفرز هذه التوزيعة سفراء من ذوي السوابق، مثل السفير سلمان الهرفي ، أبرز من لديهم ملفات فساد مالي وأخلاقي قبل التحاقهم بالسفارة، بمعنى أنك لو أردت أن تكون سفيراً لدى السلطة في أي دولة في العالم يجب أن تكون إنسان "بصيم"، و جارسون للوزير رياض المالكي وولي نعمته حتى تكسب ثقة السيد الأمريكي. مطلوب أن تحفظ ترنيمات السلام الصهيوني وتعويذات الحياة مفاوضات، وعلى دراية واسعة بطرق التهريب، والنصب، والاحتيال والدجل وتجارة السلاح والمخدرات والحشيش.
  
ملف سفير محمود عباس في تونس " سليمان الهرفي" والذي يقود السفارة هناك بمنطق العصابة وحولّها إلى عزبة ودكانة خاصة به، يتعامل مع نفسه بأنه ممثل لشخص محمود عباس وناطقاً رسمياً باسمه وليس سفيراً باسم الشعب الفلسطيني، فنان في المراوغة، والكذب، والاحتيال.. أستاذ في اتقان لغة اليورو والدولار. يتورط في توزيع مقاعد المنح الدراسية حسب أهوائه ومحسوبياته.. ويتخلى عن اللاجئين الفلسطينيين المشردين من ليبيا الذين هربوا الى تونس، بل وضرب العديد منهم في داخل السفارة.
من حق شعبنا أن يعرف أن السفير سلمان الهرفي هو سارق ونهب مئات آلاف الدولارات من مال مؤسسة "صامد" ومشاريعها. نتحدى السفير "الهرفي" أن يكشف للناس حسابه البنكي، كم يملك من المال في حسابات خاصة له في أوروبا وأمريكا ؟ ومن أين حصل عليه وهو يعمل موظفاً في منظمة التحرير الفلسطينية طيلة الـ 50 سنة الماضية تقريباً؟ كيف صنع ثروته؟ الهرفي مسئول عام ومن حق الناس جميعاً أن تسأله، وعليه أن يجيب.

أسئلة كثيرة يجب أن يجيب عليها السفير المثير للجدل والاشمئزاز : هل تعاون السفير "الهرفي" مع عصابات صهيونية وأجنبية في أفريقيا لتهريب الماس بالحقائب الدبلوماسية وبيعه في بلجيكا؟ هل ينكر ذلك؟ ماذا عن سمسرة المنح والمقاعد الدراسية للطلبة الفلسطينيين في تونس حسب أهوائه الشخصية؟ ماذا عن العديد من حالات الاختلاس التي كُشف النقاب عنها؟ كيف كانت طبيعة العلاقة بينه وبين عميل الموساد عدنان ياسين مدير مكتب عرفات في تونس؟ ما هو سر العداء بينه وبين رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فارق القدومي؟ ما الذي يعرفه وكشفه عنه الأخير؟ وما هي طبيعة العلاقة بين الهرفي وبين أبناء أبو مازن؟!.

هذا السفير الفاسد لن يجيب على سؤال واحد من الأسئلة أعلاه . ولكن سنواصل فتح ملفات الفساد الشامل في سفارات "محمود عباس"، ونلاحق جميع السفراء الفاسدين، ولا يمكن أن نصمت على جرائمهم بحق قضيتنا الفلسطينية. إن السفير الهرفي ارتكب جرائم تستوجب محاسبته، تشكيل لجنة تحقيق على الأقل تفتح ملفاته، لكن من يفعلها؟ وزير الخارجية المزيف أم رئيس السلطة الذي يغطيه؟ والفاقد للشرعية أصلاً؟ .. لن يفلت الهرفي من المحاسبة والعقاب. وشعبنا لن ينسَ، لأن الجرائم لا تسقط بالتقادم !


10/4/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق